تظهر تطبيقات الانتخابات الطلابية في مؤسسات التعليم العالي عن مؤشرات «رغبة ودعم وتطور»؛ أمام جيل متمسك بروح المنافسة والمساواة والتغيير للأفضل، حيث أسهمت البرامج المقدمة في الجامعات عن مطالبة جماعية بالتعميم، وتوعية المجتمع الطلابي بالمشاركة والتفاعل. وتقول «د.لانا حسن» - مساعد وكيل عمادة شؤون الطلاب والطالبات للشراكة الطلابية في جامعة الملك سعود-: انطلاقاً من كوني المشرفة على برنامج الشراكة الطلابية في مركز الدراسات الإنسانية بالجامعة، أؤكد بأن مجال الترشيح والانتخاب تم تفعيله في البرنامج، وتم فيه الإعلان عن رئاسته ونيابته، إلى جانب رئاسة الفرق داخل البرنامج، من خلال ترشيح الطالبات أنفسهن واختيارهن من قبل زميلاتهن، مضيفةً أنه رغم عمر البرنامج القصير وحداثة ثقافة الانتخاب في الجامعة والتي لا تتجاوز العامين، إلا أنها ساهمت بشكل كبير في تنمية مشاعر الانتماء والولاء للجامعة والوطن، وهذا أحد أهم أهداف برنامج الشراكة الطلابية، كما عزز لدى الطالبات والطلاب الروح التنافسية والقيادية بهدف التكامل والتفاعل، فأصبح هناك وعي لدى الطلبة بمتطلبات الشخصيات القيادية، وما يجب أن تمتلكه من مهارات، وبالتالي أصبحنا نلاحظ طلابنا وطالباتنا يسعون للبحث عن كل ما ينمي لديهم المعارف والمهارات المختلفة، ليكونوا أهلاً للترشيح ويتم انتخابهم، مشيرةً إلى أنه فيما يخص الآليات المتبعة بتفعيل ثقافة الانتخاب، فقد تم الاعتماد على الأساليب التقنية من حيث الإعلانات وكشف مهارات الأعضاء، وما يمكن أن يقدمنه لمصلحة زميلاتهن، بالإضافة إلى استقبال الترشيحات من خلال موقع برنامج الشراكة الطلابية الإلكتروني، الأمر الذي ساهم في وصول الإعلان إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب والطالبات وبشكل موضوعي وحيادي. طلاب الجامعات يناشدون بتفعيل نظام الاتحاد الطلابي وفق النظام المقر من مجلس الشورى الثقافة غائبة وترى الطالبة «هدى القحطاني» -النائب الأول في نادي القانون للطالبات-، أن ثقافة الانتخابات تعد غائبة بشكل أو بآخر في الجامعات، بل وفي عدة مجالات أخرى، مضيفةً أن ما هو معمول به الآن في بعض الجامعات مجرد اجتهادات، مرجعةً السبب إلى عدم وجود اتحادات طلابية لتمثيل الطلبة أمام إدارة الجامعة، ذاكرةً أنها تستغرب وزميلاتها الطالبات، من عدم تفعيل اتحاد للطلبة حتى الوقت الحاضر، رغم قرار مجلس الشورى المتعلق بنظام إنشاء اتحاد الطلاب في كل جامعات المملكة، والصادر عام 2008م، حيث يتم انتخاب أعضائه بالانتخاب السري المباشر، مؤكدةً أن الطالبات بحاجة ماسة لهذه الانتخابات، التي تبرز من خلال معرفتهم واهتمامهم وحرصهم لوجود من يمثلهم أمام إدارة الجامعة، كما تصقل شخصية الطالبات، مما يؤهلها للخوض في سوق العمل والمجال الميداني بشخصية قوية قيادية من خلال الانتخابات، مضيفة: «أن الأغلبية حالياً لا يهتمون بهذه الأمور لحرصهم على النشاط الأكاديمي باستثناء فئة قليلة». تأهيل الطالبات وأوضحت «القحطاني» أنه من الضروري أن يسبق الانتخابات في حال تم إقرارها رسمياً تأهيل للطالبات وتثقيفهن بضرورة التعامل معها بصدق ونزاهة، بعيداً عن العلاقات الشخصية والمواقف السابقة، حيث تحتاج الانتخابات إلى معرفة لكيفية تطبيقها من الطالبات، مقترحةً إيجاد شروط من قبل إدارة الجامعة لتنظيم العملية الانتخابية، كأن لا يسجل على الطالبة المرشحة أية مخالفات سلوكية أثناء دراستها، وأن تحدد الإدارة معدلاً دراسياً للطالبة لا تقل عنه، إلى جانب ضرورة تحديد مدة محددة للقيام بهذه الانتخابات، بحيث لا تتعارض مع وقت الامتحانات، مبينةً أنه من الضروري أن تستفيد الطالبات وإدارة الجامعة من الدول السابقة في هذا المجال، والتي أثبتت فعاليته ونجاحه على مستوى شتى المجالات، كما أن الاطلاع على تجارب السابقين مهمة في تلافي الأخطاء التي وقعوا فيها، وتطوير الجوانب الإيجابية التي حصدوها، مشددةً على ضرورة تفعيل الجامعة لنظام الاتحاد الطلابي وفق النظام المقر من مجلس الشورى، والذي سيكون أكبر حافز للطالبات، والذي سيدفعهم للمشاركة فيها، كما أن الانتخابات تعد هي الوسيلة الوحيدة في هذا الاتحاد لتمثيل الطالبات، على خلاف البرامج والمجالس الأخرى في الجامعة، والتي تقوم بدور مشابه متبعة في ذلك نظام التعيين.