فور انتهاء لقاء المنتخب الذي هزم فيه من الأردن، وهي الهزيمة التي أقصته من البطولة الآسيوية ذرف بعض اللاعبين دموع الحسرة والندم على ما حدث، منهم الحارس وليد عبدالله الذي أخطأ التقدير فتسبب في الهدف الأردني، ومثله المهاجم نايف هزازي. كان الأسف باديا على الجميع، وظهر الأسى على الوجوه، هل يعني ذلك أن الروح حضرت، لكن الإمكانات غير موجودة؟ لم تكن الروح في يوم من الأيام قدمين تحملان أي فريق أو منتخب إلى ساحة الانتصارات، بل هي عامل مساعد كالوقود الذي الذي يدفع العربة لتسير، هي جزء أساسي من كرة القدم إن حضرت حضرت الانتصارات، وإن غابت حلت الهزائم لتغطي أقوى الفرق إن لعبت أمام أضعفها. الروح السلاح الغائب يرى الكثيرون أن أهم معضلة ظلت تواجه المنتخب غياب الروح، القتالية التي تظل سلاحا يقاتل فيه أي لاعب في كل مباراة، وهو رأي عائم لا يمكن التثبت منه كالتثبت من الأشياء الأخرى كالأخطاء الفنية، فهي الواضحة المخفية، والظاهرة الباطنة. أين روح لاعبي 1984؟! يرى المشاهد العادي أن الحماس والإخلاص اللذين كانا لباس اللاعبين في بطولة آسيا عام 1984 في سنغافورة بدءا من حارسه عبدالله الدعيع وانتهاء بمهاجمه ماجد عبدالله، من أرض يغطيها الوحل تمرغ اللاعبون حققنا بطولتها لأول مرة لم يعد له وجود الآن، ومسبب ذلك الرفاهية التي حلت عليهم بسبب المادة، فصار العطاء مقابل المادة، أي أن اللاعب لا يعتد بمكسب أو خسارة طالما أن مرتبه سيتدفق عليه بلا انقطاع أو اقتطاع. لم تعد الفاعلية تحضر كما كانت تحضر سابقا، الإخلاص للقميص الذي يرتديه اللاعب لم يعد له حضور، بل الأخطر من ذلك اعتبار اللعب للمنتخب مهمة ثقيلة يقوم بها اللاعب وينتظر الفراغ منها بفارغ الصبر. رديف مقاتل أفضل من أساسي متهاون! في دورة كأس الخليج العشرين التي لعبت في اليمن دخلها المنتخب بلاعبين يعدون الصف الثاني، وحقق فيها انتصارات كبيرة بمستويات عالية جعلته يصل إلى المركز الثاني، ولقي إشادة كبيرة من النقاد، إذا قارنا أولئك اللاعبين الذين مثلوا المنتخب في الدورة بالذين مثلوه في بطولة آسيا أدركنا حجم التباين بين المنتخبين، إذ يتفوق الأخير من حيث الإمكانات بشكل كبير، ومع ذلك لم يستطع عمل نصف ما عمله المنتخب الخليجي، ما الذي جعل واحدا يبدع رغم محدودية إمكاناته، والآخر يخفق رغم اتساعها مع أن الجهازين الفني والإداري واحد؟ الأكيد أن أحدهما شعر بالنقص الفني فيه فعوضه بالحماس، والآخر لعب بثقة مفرطة جعلت الغرور يتلبسه فمني بالخسائر ثم الخروج المر!