ناشد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي المغرر بهم من معتنقي الفكر الضال العودة إلى جادة الصواب وتسليم أنفسهم قائلا: "الفرصة مهيأة لرجوعكم إلى الصواب وتسليم أنفسكم إلى ولاة أمركم الذين يرعون مصالح الأمة, ومهيأة لاجتماعكم بذويكم, ولكم تجربة ماثلة فيمن هداهم الله ورجعوا إلى الحق وجمع الله شملهم بذويهم, واندمجوا بمجتمعهم المسلم, ورعى مصالحهم ولاة الأمر.. فيا عجبا ممن يرى طاعة مشبوه ومفتون بالبدعة ولا يرى طاعة والديه وولي أمره وأقربائه!!. وتحدث فضيلته في خطبة الجمعة أمس للشباب قائلا: احذروا هذه الفتن الضالة وأعملوا عقولكم فيها وفكروا جيدا فإذا التبس عليكم الأمر فاسألوا أهل الفتوى وهيئة كبار العلماء وأئمة الحرمين واستنصحوا والديكم وقراباتكم ولا تغتروا بمن يوجهونكم إلى دماركم فهم يحققون أهدافا ومصالح لأعداء الإسلام, شعروا أو لم يشعروا, وافحصوا عن تاريخ من يوجهونكم تظهروا لكم الحقائق. وقال فضيلته: نحن محاربون في عقيدتنا التي هي سعادتنا في الدنيا والآخرة, ومحاربون في شبابنا الذين هم قوام مجتمعنا, فصار يتكلم في العقيدة, من لا صلة له بالعلم ويفتي من لا علم له بالفقه, ويتكلم في الدين من لا تخصص له في علوم الشريعة, ويطعن في العلماء الراسخين الذين تدور عليهم الفتوى, فيصاب الإسلام بسهام الجهل مع ما يصاب به من سهام الكفر والنفاق، كما أننا محاربون في شبابنا باستهدافهم بالمخدرات التي تمسخ العقول وتدمر الأخلاق وتفسد الحياء وتقطع أواصر القربى وصلات المجتمع ووشائجه, وتهدم الإسلام في النفوس, وتميت غريزة حب الوطن, ومحاربون في شبابنا في الفكر التكفيري الضال وبآراء الخوارج الذين ذمهم الكتاب والسنة بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ينقلون من قول خير البرية يقرؤون القرآن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"، فقد اختطف هذا الفكر الضال شبابا من الذكور والإناث من بين أحضان أبويهم وزج بهم في متاهات وحيرة وأوقعهم في عظائم من الأمور التي يأباها الإسلام، من عقوق الوالدين واستباحة الدماء والأموال وعصيان ولي الأمر وقطيعة الأرحام ومخالفة العلماء وترك جماعة المسلمين. وكان فضيلته قد ابتدأ خطبته في الحديث عن الفتن وقال: إن الساعة قد اقتربت بأهوالها, وإن الدنيا قد دنا زوالها, وإن الفتن قد وقعت بضلالها, فكونوا من الشرور حذرين, وللحق والخيرات ملازمين, جاء في الحديث: "شر الأيام, الأيام التي تليها الساعة", وإن هذه الأمة شاهدت وستشاهد فتنا كقطع الليل المظلم لا ينجي منها إلا الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم, وينذرهم شر ما يعلمه لهم, وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها, وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها, وتجيء الفتن فيرقق بعضها بعضا, وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف, وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه, فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر, وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه, ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده, وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع, فإن جاء آخر ينازعه, فاضربوا عنق الآخر" رواه مسلم, فطوبى لمن مات على التوحيد وعوفي من ظلم أحد من الناس. وأضاف: الفتن نوعان خاصة وعامة, فالفتنة الخاصة التي تنزل بالفرد في نفسه أو دينه أو ماله أو ولده أو نحو ذلك, والفتنة العامة ما يعم شرها المجتمع ويضره, ومعنى الفتنة: هي النازلة التي تضر الدين أو الدنيا بذهاب دين المسلم بالكلية أو بنقصه أو بذهاب دنياه بالكلية أو بنقصها, وتطلق أيضا على ما يعطي الله الإنسان من متاع الدنيا وزينتها قال تعالى: "ونبلوكم بالشر والخير فتنة", والعبرة بما بعد الفتنة فإن انكشفت الفتنة وقد سلم للمسلم دينه أو ازداد إيمانا وخيرا فقد نجاه الله من شر عظيم وأثابه ثواب الصابرين وإن شكر عليه أثابه ثواب الشاكرين وإن أعرض عن الشكر عاقبه الله عقاب الغافلين المعرضين, مشيرا إلى أن الفتن الخاصة التي تنزل بالفرد يدفعها الله عنه بالصلاة والتقوى والصوم والصدقة والدعاء وترك المعاصي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, أما الفتن العامة فيصرفها الله عن الأمة باتقاء أسبابها "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب" وأعظم ما يدفع الله بها الفتن والعقوبات النازلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو حارس المجتمع من كل شر ورذيلة والمرغب له في كل خير وفضيلة.