قرأت:أن نحو 100 طبيب وطبيبة وداعية وباحث شرعي يطالبون بإنشاء مستشفيات نسائية 100% , وان الهدف من هذه الخطوة « المستحيلة « هو منع الاختلاط بين الجنسين وحفظا لحقوق المرأة العاملة بالمجال الطبي، التي لا أعلم ما هي الحقوق المهضومة لديها في هذا العمل؟!. هذا المطلب المناقض للفطرة في مشاريع « العزل « أثبتت فشلها منذ 30 عاماً وخاصة بالمستشفيات ولم تحقق النجاح وان كان المنطق للأسواق التجارية المغلقة أقرب وهو ما تم بشكل محدود جداً، ولكن هنا سأتحدث على الكلفة المالية والاجتماعية على من يفكر لو للحظات بسيطة أن يستثمر أو يؤسس مستشفى نسائيا بحتا، فالتكلفة ستزيد عن المستشفى التقليدي بما لا يقل عن 25%، وبالتالي هذا عامل منفر ومحبط في ظل الارتفاع المتصاعد في تشغيل منشآت الرعاية الصحية، وعلينا أن نتساءل عن دور القطاع الخاص الذي نشاهده يغامر ويتسابق في تحقيق رغبات المجتمع، وغيابه عن هذه الأفكار يؤكد بان فكرة المستشفيات النسائية غير قابلة للتطبيق وغير واردة في وقتنا الحاضر. نحن لسنا بمعزل عن العالم كي نخالف البرتوكول المعمول به فعمل الجنسين في المرافق الصحية يسير وفق أنظمة وقوانين تحفظ حقوقهم وحقوق المرضى والمراجعي، وكشف الطبيب على المرأة لا يتم إلا بوجود الممرضة على أقل تقدير، وإلا يعد مخالفة يعاقب عليها، ونشاهد حضور المريضة للمستشفى مع زوجها أو والدها أو ابنها وحرصهم على معرفة ظروف مرضها والاستماع إلى الطبيب المعالج وهو ما سيغيب في حالة منع دخول الرجل لمستشفى معزول بالنساء، فالمريضة تحتاج لوقوف الرجل بجانبها في أصعب لحظات المرض. سمعت: عن أزمة عالمية تدور رحاها منذ سنوات قليلة ماضية في توفر التخصصات الطبية وخاصة الدقيقة منها في الرجال حتى أن الدول أعادت النظر في توفير المزيد من المحفزات لاستقطابهم ورفع المرتبات بشكل مغر، فإذا كان هناك صعوبة في الرجال فكيف لنا التفكير في توفير النساء الأقل نسبة في تلك التخصصات وربما ندرتها، و80% من الطاقم الطبي « أقصد الأطباء « بالمستشفيات الحالية يقوده الرجال في حين أن 20% من النساء، ولكن في تخصصات محصورة بالنساء والتوليد إضافة إلى مهن فنيه محدودة كالتمريض، ولكن كيف لنا توفير تخصصات نسائية في الأشعة ألتداخليه كمثال. رأيت:رغبة نسبة من النساء في تفضيل الطبيب على الطبيبة في تخصصات غير « النساء والولادة «، وهذه الحرية شخصية في أي حق يتم منعها فيما لو خصصت مستشفيات نسائية بحتة ومنع النساء من الدخول على الأطباء، عشرات الوظائف الرجالية في التخصصات النادرة لم يتم شغرها حتى الآن فكيف علينا أن ننتظر في « نسونة» الوظائف في وقت تنمو حاجتنا للخدمات الطبية ويزاد العدد السكاني؟!.