كثر الحديث أخيرا عن تأنيث محلات بيع الملابس النسائية، لكن هناك تناسيا لما هو أهم بالنسبة للمرأة السعودية من حرج شراء الملابس النسائية من رجل وهو حرج الخضوع للكشف الطبي عند رجل، وحسب تقرير دولي جديد عن وضع الرعاية الصحية للنساء في الخليج فهناك ظاهرة تم رصدها وهي أن نسبة كبيرة من النساء لا يقمن بطلب الخدمة الطبية إلا في المراحل المتأخرة من المرض عندما يكون المرض قد وصل لمرحلة تصعب فيها معالجته وبخاصة بالنسبة لمرض سرطان الثدي، وحسب هذا التقرير فهناك أسباب ثقافية مسؤولة عن هذه الظاهرة أهمها أن المرأة تشعر بالحرج من الكشف عند طبيب رجل خاصة بالنسبة لخصوصيات النساء كما في حالة أمراض الثدي التي هي ملحقة بتخصص الجراحة، والسائد أن يكون المختص الذي توفره المستشفيات والعيادات هو رجل، وغالبا المختص بالأشعة أيضا رجل.. والسؤال هو: لماذا لا يتم توفير طبيبات وفنيات في الأشعة في المجالات الحساسة بالنسبة للمرأة؟ خاصة أنه رسميا المسألة هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للكثيرات، فالنساء يتحرجن من مراجعة الطبيب حتى مع ظهور أعراض مرضية واضحة عليهن فكيف بإرادة أن يقمن بكشف دوري احتياطي متكرر حسبما تدعو إليه حملات التوعية؟ بل حتى أن الأطباء أنفسهم يشتكون من أن مريضاتهم لا ينتظمن في المراجعة الضرورية بينما بالنسبة للمرأة كل مراجعة طبية من هذا النوع هي عبء نفسي ومعنوي كبير عليها لتحرجها من الكشف. بينما العديد من الدراسات الطبية رصدت وجود تأثير لشعور المريض بالراحة مع الطبيب على تجاوبه مع العلاج وكانت التوصية الموحدة في تلك الدراسات أن المريض خاصة في حالات الأمراض المستعصية كالسرطان يجب أن يسعى لاختيار طبيب يشعر بشعور إيجابي تجاه تعامله معه. وهناك في الواقع دراسات غربية أثبتت أن المريضة تتجاوب بشكل أفضل مع علاج الطبيبة حتى في الأمراض غير المختصة بخصوصيات المرأة، كما في دراسة ألمانية حديثة «2009» جرت على مريضات قصور القلب «دورية: يوروبيان جورنال خب هارت فيليور» لأمراض القلب وتوصلت الدراسة إلى أن صحة المريضات اللاتي يشرف على علاجهن طبيبات كانت أفضل من اللاتي يشرف على علاجهن أطباء ذكور، وصاحب الدراسة وهو طبيب ذكر «الدكتور. ماجنوس باومهاكل» من مستشفى سارلاند الجامعي في هامبورج بألمانيا، فسر نتائج دراسته بأن هناك توترا فطريا بين المريضات والأطباء الذكور يقلل من مستوى الراحة وسلاسة التعامل بين الأطباء الذكور والمريضات. وعموما المسألة لا تقتصر على الحرج النفسي الذي تشعر به النساء فحسب، فهناك من الرجال من يصرح بأن موت زوجته بالمرض أهون عنده من أن تكشف عند طبيب رجل، وأتذكر أني اطلعت على مثل هذا التصريح لأحد المشايخ في معرض إقراره بضرورة عمل المرأة في بعض المجالات. والمحصلة أن كثيرات من النساء يتأخرن في مراجعة المستشفى عند الحاجة بسبب الحرج من الكشف عند طبيب أو يلجأن لعيادات تقدم مستوى خدمة طبية متواضعة بالمقارنة مع المستشفيات لمجرد أنه تتوفر فيها كوادر نسائية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة