أجمع مختصون على استحالة تأسيس مستشفيات نسائية خالصة، مؤكدين صعوبة استمراريتها من ناحية تشغيلية في الوقت الذي يتحدث آخرون بكونها مطلبا اجتماعيا ملحا بحكم العادات والتقاليد. وقال هؤلاء: "ان من مسلمات الاقتصاد أن التكلفة المختلطة أكثر وفرا من تحديد جنس العمالة أو التخصص، وانه لا احد يفكر بتشغيل مستشفى نسائي متكامل لدواع اقتصادية، لكن من يحاول أو يستطيع سيواجه مشاكل بكسر هذه القاعدة في بعض التخصصات وسوف يتكلف على الأقل 20% زيادة على التشغيل المختلط". وتوقعوا رفض شركات التأمين التعامل مع مرافق صحية عالية التكاليف فهي تبحث عن الربح بالدرجة الأولى. وقال الدكتور عبد العزيز الغدير المختص بالاقتصاد العلاجي: "وجود مستشفيات نسائية كاملة التشغيل يعتبر من ناحية اجتماعية مناسبا جداً لبيئتنا الاجتماعية، ولكن من الناحية التجارية والتشغيلية قد يكون أمرا شبه مستحيل لسبب أن المنشآت الصحية تحتاج إلى تشغيل يشمل عددا من الأنشطة تمتد من التشغيل الطبي إلى الخدمات المساندة والتشغيل غير الطبي، فهناك الصيانة الطبية وتخصصات التخدير وبعض التخصصات النادرة وعند تشغيلها بطاقم نسائي كامل تصبح التكلفة الاقتصادية عالية وهذا يحد من نجاح المشروع، لازدياد التكاليف بشكل أكثر فيما لو انه تشغيل مختلط، ولذا كثير من التجار لم يطبقوا مثل هذه النوعية من المستشفيات". وأكد الغدير على أن فكرة "نسونة" المرافق الصحية بالكامل قد تنجح في المستوصفات التي بها تشغيل بسيط، وهذا ينسحب على المجمعات التجارية النسائية التي طبقت من قبل تجار وكان نهايتها الإفلاس، فلا يوجد تشغيل نسائي 100% . وكشف الغدير عن توجه عالمي في أمريكا وأوروبا الآن نحو ما يسمى بمراكز الأمومة أو مستشفيات الأمومة أو مستشفيات النساء ولكن مع أنها مستشفيات تختص بالمرأة لكن هي في تشغيلها يوجد لديهم رجال ونساء وهذا الأمر يختلط على المتحمسين لدينا الذين يدعون إلى "نسونة" المستشفيات. وزاد: "وهذه المرافق تعتني بالمرأة من قبل الزواج وبعده إلى الإنجاب إلى معالجة الأمراض المستعصية مثل سرطان الرحم وسرطان الثدي ومشاكل العقم، وهذه بتشغيل مختلط فمن الصعب اشتراط مثلا طبيبة تخدير فلدينا مشكلة في تأمين مثل هذه التخصصات، فلو بحثنا عن استشارية جلدية لوجدنا عددهن قليل يقابل ذلك مئات الاستشاريين من الرجال، وهذا ابسط مثال كون المرأة تريد عرض جلدها على امرأة مثلها، وخوصاً عن أمر قد لا يكون ضرورياً ويمس حياتها بالخطر، ونحن نتحدث هنا عن تخصص الطبيبات فما بالك بالتخصصات الأخرى المساندة من التخدير والتمريض وغيرها". وشدد الدكتور الغدير أن استحالة تأسيس مستشفيات نسائية بحته 100% جاءت من منطلقات اقتصادية وليس لها علاقة بأمور اجتماعية أو دينية. وأوضح بالقول: "نسبة زيادة حجم التكاليف لنسونة المستشفيات بطواقم نسائية 100% مقارنة بالتشغيل المختلط قد تصل إلى 20%، وفي بعض التخصصات قد تصل إلى مرحلة عدم وجود الدرجة العلمية المناسبة للطبيبة مما قد يخفض من مستوى جودة الرعاية الصحية للمستشفى". واستطرد الدكتور الغدير أن تكلفة السرير بالمستشفيات يتراوح حسب التخصص وتطور المستشفى فهي تتراوح من 500ريال إلى 1000ريال يومياً، وقد تصل في مراكز القلب إلى 4آلاف ريال للسرير الواحد وهي تكاليف تشغيلية، وعند اشتراط طواقم من جنسية محددة أو طاقم نسائي بحت فقد ترتفع التكاليف إلى أكثر من 50% .