انحصرت أسباب فشل المنتخب بالفوز على سوريا من وجهة نظر بعض المحللين على عدم اختيار النصراوي إبراهيم غالب وهو اللاعب النصراوي الوحيد المؤهل للدخول احتياطيا في مركز المحور، فاعتبروا عدم ضمه القضية والهمّ، ولذا اشتغلوا به عن الأهم، صار هو الجوهر، والمسببات غيره هي المظهر! السبب الآخر الذي تم التركيز عليه وجود ياسر في خط الهجوم، فمن بين الأحد عشر لاعبا في المنتخب فإن القائد ياسر القحطاني هو وحده من يتحمل هذه الخسارة وغيرها مما سبق، ولا يذكر العشرة الباقون إلا عند الفوز ليغيّب ياسر، وكان عليه حينما يلعب أن يقطع الكرة ويمرر لنفسه ويتجاوز اللاعبين ويسجل، وإن تطلب الأمر استأذن الحكم ليحرس المرمى، وإن لم يفعل فليجلس ببيته! ضيق الأفق هو الذي جعل مناقشة قضايا الرياضة تتسطح فيخرج النقد من اللب إلى القشور، وهي مشكلة رياضية نعاني منها، وبسببها صار الناقد المتسطح شريكا بالإخفاق لأنه أشغل المسؤول بالهامش وأثار المشجع البسيط، فاحتقن المدرج وهو لا يعي مكمن الخلل! انحصرت المشكلة في نظر البعض بخلوّ المنتخب من أي لاعب من النصر، وفرّعها آخرون بالكابتنية التي التفّت على ذراع ياسر، عيونهم الضيقة جعلت بعض الناقمين على بيسيرو يتكئون على هذا الأساس الهش! لا تعجبوا إن جاءت الدلاء فارغة من المضمون، كلنا نشاهد الكسر ونساعد ليجبر، نريد من يقول هو مدرب فقير للأسباب التالية، ولا نريد أن يقاتل لأنه سبق أن درب الهلال، ومثله ناصر الجوهر لأنه لاعب نصراوي سابق، نأمل أن يأتي الطرح أعمق لكي نلامس الجرح، نقدا يسبر أغوار المشكلة فيقرأ الخلل بدقة، نريد نقدا موضوعيا، لا إنشائيا ينبت ولا يثمر، بل شوك يحجب المعالج عن وصول الهدف. لقد بليتم وبلينا بمن لا يصمت عن الهذر دقيقة واحدة، يتشاءم ولا يتفاءل، فالدنيا في عينيه سواد في سواد، فهو يغيب نهارا ويظهر ليلا، يقول ولا يعمل، ولو أوكل إليه أمر لما أنتج غير الكلام، وأقصد لاعبا سابقا أعرفه وتعرفونه لم أره يثني قط، بل يهاجم ويستغل الفرص ليوجه سهامه إلى ناد بعينه! هذا لا يعني تجاهل نقاد مبدعين ظلوا يثرون الساحة بآرائهم النيّرة، وهم جل من في الساحة. كلنا رأينا بأم أعيننا أخطاء المدرب، ولا نقره عليها، لكننا لا نتحين الفرص لنهاجمه مرة واحدة في وقت حرج ليطرد شر طردة، كانت النتيجة أن أبعد بيسيرو في وقت متأخر ومبكر في الوقت نفسه، ليت القرار جاء في وقت أوسع، أو ليته تأخر ووضع من يسنده، أو على الأقل حول إلى مستشار حتى حين انقضاء هذه البطولة كما يفعل بالمسؤولين، فالتغيير في هذا الوقت مخاطرة، إبعاد بيسيرو لا يعني حل المشكلة، كما لا يعني أنه بداية المشكلة ونهايتها!! لقد ظُلم بيسيرو إن كان مسلوب الصلاحية كما يشاع، وظَلم إن كان مكابرا لا يقبل الرأي، والرأي الأوحد لا يثمر إلا نادرا، أوجه سؤالي إلى من يهمه الأمر: أين خبراء المنتخب؟! عاد الجوهر كالعادة ومعه أمل بأن يستنسخ بطولة 2000 مع إضافة الكأس، ومع الجوهر ستحضر اجتهادات قد تخفق وقد تنجح، والسلاح هو الحماس. يخدم الجوهر تاريخ أبيض للمدربين الوطنيين حينما يحضرون (فزعة) كما هو نفسه، وكما فعل خليل الزياني قبله، نريد خطة تدريبية نفسية محتواها(شدوا الحيل)، تحفيز يعوض النقص الدائم أو المؤقت، أيضا فإن التهدئة أمر مطلوب في هذا الوقت من أجل إعادة العربة إلى الطريق.