رجح علماء إسرائيليون أن تحتوي دموع النساء على إشارات كيميائية تفسد الرغبة الجنسية لدى الرجال. قام العلماء بتجميع دموع نسائية حصلوا عليها بعد أن جعلوا عددا من النساء يبكين جراء مشاهدة أفلام حزينة، ثم درسوا تأثير هذه الدموع على عدد من المتطوعين الرجال، دون أن يرى هؤلاء الرجال النساء صاحبات الدموع. وضع الباحثون الدموع أمام أنوف المتطوعين، ثم قاسوا نسبة هورمون تيستوسترون الجنسي في لعابهم. كما قام الباحثون بعرض صور نساء على الرجال وسألوا الرجال عن مدى جاذبية هؤلاء النساء، فتبين أن نسبة الهورمون الجنسي كانت أقل في لعاب الرجال الذين شموا دموع النساء، مقارنة بنسبة الهورمون في لعاب أقرانهم الذين لم تعرض عليهم الدموع، حسبما ذكر نوعام سوبل وزملاؤه بمعهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، في دراستهم التي نشروا نتائجها امس في مجلة نيتشر الأمريكية. وبحسب سوبل، كان من المعروف في السابق أن دموع الفئران تحمل مواد ناقلة في الدم تخدم التواصل بينها وبين أقرانها وكذلك كان من المعروف مسبقا أن تركيبة دموع الإنسان التي يفرزها الجسم لحماية العين ضد الأجسام الغربية تختلف عن تركيبة دموع الحزن. في البداية، قام سوبل وزملاؤه بتوجيه عدة أسئلة للرجال عقب شمهم رائحة الدموع النسائية، ثم قامت مجموعة من المتطوعين الرجال بشم رائحة دموع نسائية وقامت مجموعة أخرى بشم رائحة محلول ملحي. لم يستطع المشاركون في التجربة التمييز بين المحلولين. وفي تجربة أخرى، شاهد رجال صور نساء، وكان عليهم ان يقيموا تعبيرات هؤلاء النساء عن مشاعرهن وجاذبيتهن الجنسية، فتبين أن 17 من إجمالي 24 رجلا رأوا أن النساء أقل جاذبية جنسية وذلك بعد أن شم الرجال رائحة دموع حقيقية. كما عرض الباحثون على الرجال أفلاما مختلفة وسجلوا نشاط المخ لدى هؤلاء الرجال أثناء مشاهدة هذه الصور، وركز الباحثون بشكل خاص على نشاط المناطق التي تثار جنسيا، فوجدوا أن هذه المناطق لم تنشط كثيرا عند مشاهدة الصور لدى الرجال الذين شموا رائحة الدموع مقارنة بالرجال الذين شموا رائحة محلول ملحي. غير أن الباحثين لم يعرفوا بعد ما إذا كان للمشاعر الحزينة تأثير على تركيبة دموعهن أم هذه التركيبة تتأثر بظروف أخرى مثل الوسائل الهورمونية لمنع الحمل أو الدورة الشهرية. وعلى الرغم من ذلك، يعتقد سوبل بأن هذه الدموع تحتوي على إشارات كيميائية.