عندما تكون ملهما للآخرين فهذا يعني أنك تتحمل مسؤولية كبيرة .. وأنك أسوة حسنة يقتدي بها الآخرون الذين يؤمنون بقولك وفعلك .. ولذلك ثمن باهض لا يقوى على تحمله الكثيرون ممن تحملهم الجماهير على أعناقها لكنهم لا يستطيعون أن يبقوا في ذات المكانة التي رسمناها لهم .. لأنهم بشر غير معصومين من الأخطاء والنزوات والضعف .. لكن الجماهير لا تتساهل في ضعف القدوة التي يريدونها مثلا شامخا طوال الوقت .. لا تهتز مكانته ولا تقل هيبته ولا تضعف عزيمته. الملهم هو الذي يعطي بلا حساب .. ويعمل دون أن ينظر للوقت .. هو الذي يغرس القيم والمبادئ في الآخرين .. وهو الذي يمهد الطرق الشائكة لهم .. هو الذي يضعونه مكانهم عند الأزمات فيستلهمون فكره وحكمته وعقله .. الملهمون هم القلة القليلة في العالم الذين يمتلكون التغيير والتأثير في البشر .. هم الذين لا يشبهون الآخرين ولا يتشبهون بهم .. هم الذين يصنعون فكرهم وآراءهم من واقع الحكمة والإبداع والتميز .. هم الذين يتميزون بأفعالهم وهم المميزون بأقوالهم .. هم المختلفون الذين يفاجؤوننا بفعلهم وقولهم .. هم الذين لا يسمعوننا ما نريد بل يجعلوننا نغير قناعاتنا وأفكارنا إلى ما لانريد .. هم الذين يملكون مفاتيح القلوب وأسرارها .. ويقودون انقلابا إيجابيا داخل عقولنا ونفوسنا وتفكيرنا. أن تكون ملهما فأنت من القلة القليلة التي تمتلك التأثير في الآخرين .. وتقودهم إلى التغيير وعدم القبول بالواقع أو ما يفرض عليهم. التاريخ يصنعه الملهمون .. وهم قلة .. ملايين البشر عاشوا في الدنيا وتحركوا فيها بكل اتجاهاتها .. لا نذكرهم ولا نذكر أفعالهم وأعمالهم .. لكن الملهمون وهم قلة يبقون خالدين في ذاكرة التاريخ نتداول سيرتهم جيلا بعد جيل. تلك القلة من البشر الذين صنعوا التغيير في هذه الدنيا في مجالات عدة وميادين مختلفة .. لا يشبهون البقية .. مختلفون في تفكيرهم وسلوكهم .. كأنهم يملكون ميزة أساسية تكمن في قدرتهم على العطاء .. ويملكون طاقة عالية على الابداع .. وفي كافة دول العالم وحضاراتها المتنوعة هناك الملهمون الذين قادوا دولهم وشعوبهم الى التغيير .. وعلى مر السنين والعصور يظلون عالقين في الذاكرة ولا يسقطون منها. وفي حياتنا اليومية .. هناك الملهمون الذين نتأثر بهم وبتصرفاتهم وأقوالهم وآرائهم .. الملهمون القلة النادرة من البشر الذين يملكون مفاتيح التغيير .. ويجيدون استخدامها .. ألهمكم الله الصلاح والنجاح في الدنيا والآخرة .. ودمتم سالمين.