في فلسطين وتحديدا في مدينة بيت لحم ولد المسيح عليه السلام وفي شبه الجزيرة العربية كانت رسالة التوحيد التي جاء بها خاتم الرسل وكان مهبط الوحي في مكّة والمدينة ، وقد أُسري بالمصطفى من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى تأكيدا على تلك الرابطة بين الحجاز وبلاد الشام ، وفي ذلك دلالة أخرى تتجاوز الروابط المقدسة بين بين مكة والقدس ، فهي مباركة من رسولنا الكريم محمد بن عبدالله الى مكان المهد ، مهد عيسى عليه السلام .لقد عاش المسلمون والمسيحيون عقودا طويلة من الزمن في أرض العروبة ، فكانت الأكثرية تعطي الأقلية حقها دون تمييز وغير منقوص، وكانت الأقليّة تلتزم بقانون الأكثرية وتحترمها ، فلم يكن هنالك أي صراع بين الديانتين السماويتين ، وما ادعاءات الدول الغربية بانهم حضنة المسيحية إلا مجرد افتراء وكذب وتزوير للتاريخ لذا فكلنا واحد امام الأطماع الاستعمارية التي تزرع الفتنة بيت المسلمين والمسيحيين ، حتى أنّ الأمر وصل بهم الى اعتبار الديانة المسيحية ديانة غربية تخصهم وحدهم ، لذا فهم يحاولون استقطاب معتنقي الديانة المسيحية اليهم بكافة الوسائل المتاحة وغير المتاحة. إنّ الصراع المذهبي جديد علينا وهدفه اثارة الفتنة واضعافنا ، لذا فليس منّا سواء كان مسلما ، او مسيحيا من يعتدي على الآخر ، وكيف يعتدي أصحاب البيت الواحد على بعضهم البعض وهذا ما يتنافى مع روح كلتا الديانتين ، ألم يذكر الله تعالى في كتابه العزيز بأنّ من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس اجمعين ، فما أبلغ هذا القول الذي يعتبر فردا واحدا مقتولا بغير حق يعادل قتل الناس جميعا ؟. ألم تذكر التوراة بأنّ من ضربك على خدك الايمن فأدر له خدّك الأيسر، أليس في هذا دعوة للتسامح؟. ألم تقم الثورات في الوطن العربي عامة وفي مصر خاصة ضد المستعمر وبتعاون بين المسلمين والمسيحيين وكلنا يذكر ثورة احمد عرابي وسعد زغلول ومكرم عبيد في عام 1919 ضد الاستعمار البريطاني ، ولم ينسب أي منهم مقاومة الاحتلال لنفسه او لديانته ، الهتاف واحد كلنا مصريون وعاشت مصر ، هكذا كان أسلاف مصر ولا يمكن ان يكون خلفهم من الرجال والنساء لا متعصبا ولا ارهابيا ولا قاتلا ، فلتكن الدعوة لدى كل المصريين ، مصر للمصريين جميعا والدفاع عنها واجب على مسلميها ومسيحييها وليتعانق المسلمون والمسيحيون ثانية ليبرهن للعالم على الوحدة الوطنية بين جميع ابناء الشعب الواحد.