الجماهير هم (عصب) متعة المباريات وبدونها لاقيمة لأي مباراة مهما كان مستوى الإثارة الجمالية، والدوري الإنجليزي مثال نموذجي بصخب الجماهير وأهازيجها الخاصة جدا، وفي المقام ذاته اشتهر الإنجليز ب (الهوليجانز)، أقل مايقال عنهم (عدوانيون)، شغبهم يحدث خارج الملاعب ويصل إلى القتل، ومع ذلك خططت السلطات الأمنية على مدى العشر سنوات الماضية تقريبا ونجحت قبل نحو ثلاثة أعوام في (شبه القضاء) على هذا النمط من المشجعين الذين في الغالب يكونون (مخمورين)..! وفي المدرجات نادرا جدا جدا مايخرج مشجع عن المألوف، كون النظام في أوروبا صارم يصل إلى تحديد الشخص أو الأشخاص المشاغبين ويعاقبون حد السجن. أما لدينا فإن العقوبات في الأصل ربما تكون عكسية ب (التشجيع) على ارتكاب المخالفات وعلى الرغم من التعديل والتطوير لم تصل العقوبات حد القناعة بجدواها. والدليل أن المخالفة الأولى عقوبتها (غرامة مالية يدفعها النادي..!!)، وتضاعف في المرة الثانية، ثم تصل إلى منع (الجماهير) من حضور المباراة ويمنح الفريق (المنافس) 30% من المقاعد. وهنا نص العقوبة (القصوى) من المادة (السادسة عشرة): 16/5/4 تحدد نسبة (30 %) من مجموع عدد مقاعد الجماهير في الملعب لجماهير النادي غير المخالف ويتم وضع الضوابط التي تحدد عدد الجماهير المسموح لها بدخول الملعب لكل مباراة وأماكن جلوسهم من قبل الجهة المنظمة. ومن أراد الاستزادة فعليه العودة للائحة العقوبات (المادتين 16 و17). وفي هذا المقام (الغرامة) مهما كان حجمها لن تؤثر قيد أنملة كون الجماهير (لاتدفع هللة)، أما العقوبة الثالثة (النهائية) فأجزم أن ال (30%) من الصعوبة تطبيقها، وهذه قضية تحتاج مقالا مطولا اختصره في عدم التعرف على ميول المشجع مالم يكن معه بطاقة النادي التي مازالت غير مفعلة ولو 10%؟!! ولذا أقول للمعنيين، إن الدخول لملاعبنا لم يتطور بل (ينفر) المشجع، وهذا تحدث فيه أغلب النقاد سنوات وسنوات دون جدوى ومازلنا قيد الوعود وآخرها الدخول من بوابات إلكترونية، ورغم تركيب الكراسي لم يحدث أي تطور..!!! وبالنسبة للشغب فإن حادثة مباراة النصر والتعاون تعيدنا إلى الوراء قبل نحو أربع سنوات حينما ردد جمهور الهلال عبارات عنصرية ضد لاعبي الاتحاد، قلت آنذاك إن نقل المباراة إلى خارج أرضه ليست عقابا رادعا، فالأقوى أن تقام في مكانها دون جمهور، ولك أن تتخيل مباراة مهمة طرفها من خارج الرياض والجماهير متحفزة لدعم فريقها وتحرم، وكذلك اللاعبون بحاجة جماهيرهم ويحرمون منهم، بينما نقل المباراة يحدث ربكة في برمجة مباريات على الملعب المنقولة إليه ويستفيد فريق لم يكن طرفا في القضية وستكون الفرصة متاحة للجمهور المشاغب بالحضور، وهذا ليس معمولا به دوليا، وتحدث عنه عدد من النقاد، وتجاوبت اللجنة المشرعة وحددت العقوبة القصوى بمنع الجماهير من حضور المباراة المقبلة على أرضها، وألغت (نقل المباريات)، وهذا عمل تشكر عليه، لكنها أيضا وضعت عقوبة تدريجية بالغرامة التي أضعفت القرار الأكثر إيجابية في ردع المخطيء (المشاغب). وفي هذا المقام من المخجل والمحزن والمحير أننا غير قادرين على مواكبة من سبقونا ولا من كانوا بعدنا وتخطونا على المستوى التقني بالدرجة التي تتيح معرفة المشاغب في المدرجات ومعاقبته بالغرامة ثم التشهير والسجن. وبالمناسبة، يجب أن نهيء سبل الرفاهية والراحة للمشجع، هذا الكلام مللناه وبتنا نعيش خطر الفوضى والشغب وكذلك تقلص أعداد الجماهير.. هل تسمعون؟ هل تعون؟ أم أنكم لاتعانون وبالتالي لاتبالون وتحيلون كل شيء للدراسة واللجان النائمة في المكاتب من مختلف الجهات ذات العلاقة التي تتضارب على المهام وتتنصل من المسؤوليات؟!!