أسبوع فقط يفصلنا عن الدخول في معمعة المعترك الآسيوي الكروي الذي يمثل لنا أملا كبيرا وبطولة مفضلة وكأس حملناه ثلاث مرات ونريد أن يعود لنا من جديد، إمكاناتنا عالية، ونجومنا على مستوى كبير من الاداء والشهرة، واجهزتنا الفنية والادارية لا تنقصها الخبرة والتعامل مع الظروف بالطريقة المناسبة، إذن ماذا ينقصنا بعد التحضيرات بالخارج وفي الداخل، ينقصنا بكل اسف الالتفافة الصادقة حول منتخب الوطن وخلف قيادتنا الرياضية، ينقصنا تناسي ونسيان قضايانا الرياضية المتشعبة والمنفتحة على مصراعيها الى ان تنتهي المنافسة القارية ويسدل الستار عن صاحب الحظ السعيد، على الاقل نقل خيرا او نصمت حتى لا نلوم انفسنا بأننا سبب رئيسي في تثبيط المعنويات وتكسير المجاديف وتمهيد الطريق للخصم بهزيمتنا. في مرات مضت ونأمل ان لا تتكرر ذلك ينتظر منا "الصقور" الوقوف خلفهم ويتطلعون الى مساندة جماهيرية واعلامية صادقة فنذهب بتركيزنا عنهم عن هذه المهمة الوطنية بعيدا، نركز بأحاديثنا حول النصر وازماته المالية، ويكثر اللغط حول الهلال وتراجع مستويات فئاته السنية، ومشاكل دوري الاولى وعلاته، ينظر نجوم "الاخضر" للشارع الرياضي على انه السلاح الذي يتسلحون به بعد توفيق الله في مختلف البطولات التي يشاركون بها فيخذلهم بالحديث ووضع علامات الاستفهام حول الاتحاد ومدربه ولاعبيه، والتركيز على الشباب وعقود نجومه تصريحات رئيسه والظلاميون، والقادسية واسلوب ادارته في الترويج لبيع بعض النجوم، يظن ياسر ورفاقه ان جميع "الأعين الخضراء" تنظر لهم بعين الاعتبار، فإذا بهذه الاعين الصفراء والزرقاء والحمراء والاعين المتلونة بالالوان الاخرى لا ترى الا اخطاء الحكام واتهام لجان اتحاد الكرة بهزيمة هذا وهضم حق ذاك. في كل الدول العربية وغيرها نرى تفاعلا جماهيريا واعلاميا ايجابيا مع منتخبات بلاده وعندما تحين لحظة الصفر لا حديث لهم الا منتخب بلدهم، وما هي الطرق الكفيلة بمساندته وتخطيه لحواجز التنافس الصعب وظروف المنافسة الشرسة، الا نحن، نتوزع على الفضائيات جيوش مجيشة، جماعة وأفرادا، اصوات تعتلي المنابر الاعلامية، وتصريحات مكررة، ومداخلات مملة، واسماء تلف على القنوات الفضائية باليوم الواحد عشرات المرات، لا تنظر لمنتخب الوطن بعيون تريد له الخير وتريد للرياضة السعودية التقدم، هما ان تقزم المنافس وتسقط الخصم، وتهزم الاعداء، وكلمة "الاعداء" والمغرضين والاوباش والمرتزقة مصطلح اشتهر بها الوسط الرياضي السعودي بكثرة بكل بجاحة وبعض من يطلقها لا يعرف معناها او هو من يعمل بها لذلك ينظر للناس بعين طبعه. اجعلوها هدنة واتركونا لو لفترة قصيرة وهي الفترة التي تفصلنا عن بطولة اسيا نتوحد خلف منتخب الوطن، نؤازر اتحاد الكرة ونرفع من معنويات اللاعبين ونحفز المدرب ونشجع الجهاز الاداري، دعوا التنابز بالالقاب والسب والشتم واستثمار الفضاء لتوجيه الاتهامات، اجعلوا لديكم روحا وطنية صادقة، ابعدوا عن رمي التهم جزافا كقضية المنشطات التي ضربت معسكر "الاخضر" من اشخاص يدعون حرصهم على سمعتنا الرياضية بينما مآربهم واضحة واهدافهم مكشوفة وتوجهاتهم تفضحها تناقضاتهم؟! منتخب الوطن ليس فريقا تشجعه فئة دون الاخرى، هو للجميع ومؤازرته واجب، ومن لايتخلى عن ميوله في هذه المرحلة ويكرس حسه وجهده لدعمه فهو لايريد التقدم لرياضتنا، نريد فقط ان يفوز فريقه المفضل، وعزاؤنا الوحيد في نجومنا الابطال انهم يدركون قيمة هذه البطولة لذلك سيبذلون الجهد من اجل زرع البسمة لدى كل رياضي سعودي غيور على سمعة رياضة بلده!!