جاء خروج المنتخب السعودي لكرة القدم خاسراً بهدفين في لقاءه مع المنتخب السوري الشقيق ليفجر براكين الغضب في الشارع الرياضي السعودي . ويفتح نيران الأسئلة على جميع من له علاقة بالرياضة والمدورة المجنونة . ومن الطبيعي أن يكون أول سؤال تواجهه إدارة المنتخب هو أين خططكم المدروسة ؟ يليه سؤال الإعلاميين المفخخ ألم نحذر من مغبة استمرار بيسيرو قائداً للأخضر ؟ هذه الأسئلة لاتعتبر جديدة على مسامع القائمين على الأخضر ، وكذلك المتابعين له فقد قيلت عدة مرات وجاءت إجاباتها وقتية ، بينما استمرت الأسئلة دائرة حائرة حتى اللحظة . لكن السؤال الذي يعد الأهم والأبرز وهي ما يفرضه قرار إقالة بيسيرو والاستعانة بالمدرب الوطني ناصر الجوهر هذا السؤال يدور في أذهان كثيرة لكنه يغيب دون إجابة . من يرحم ناصر الجوهر ؟ بات ناصر الجوهر المدافع النصراوي السابق والمدرب الأخضر الجاهز بعد أي قرار إقالة بحق مدربي المنتخب اسماً مرتبطاً بأحزان جماهير المنتخب ، بل لم يسلم من تعليق نتائج الآخرين عليه . ناصر الذي خرج بعد كارثة ألمانيا الشهيرة بتقاسيم مثقلة بالحزن والقهر ليقول : أنا المسؤول الأول عن ثمانية رفاق كلوزه ، هو نفسه الذي استلم منتخب بيروت بعد رباعية اليابان الشهيرة وقلب المعادلة بأسلوب ” يالله يالنشامى ” حتى بلغ النهائي أمام اليابان نفسه . حينها من البديهي أن تتوقف قدرات الجوهر أمام تكتيك الكمبيوتر الياباني ورعونة مهاجمي الأخضر الذين أضاعوا كل شئ حتى ضربة الجزاء وفرحة أبي خالد . لم ينته مسلسل ناصر إلى هذا الحد فبعد مشواره الناجح في تلك البطولة وقيادته لمنتخب متهالك من مستنقع الأربعة إلى المنافسة على الكأس ؛ انتظر السعوديون نهاية المباراة ليمزقوا ناصر الجوهر ويشنعوا به ، وكأنه لم يكن المنقذ الذي جعل موقعة اليابان الأولى ماض وانتهى . وهاهي إدارة المنتخب تعيد سيناريو بيروت مرة أخرى في الدوحة ، فحين وضعت موقعة سوريا أوزارها وكشفت عن هشاشة معسكر الاستعداد وزيف نجومية أفراد المنتخب وضعفهم لياقياً وبدنياً وتكتيكياً وانفجرت آهات مشجعي الأخضر في وجوه لاعبيه ، لم يكن أمام الإدارة إلا أن صرخت بأعلى صوتها ” عطوني ناصر الجوهر ” !! تناست الإدارة أن الخلل ليس في المدرب وحده وقد اعترف بها الأمير سلطان بقوله ” اللاعبون يتحملون جزء من المسؤولية ” في تصريحه الأول لقناة الكأس . كما تناست الإدارة أن هناك أخطاء فادحة في إدارة لاعبي الأخضر لمح إلى بعضها مدرب الاتحاد السابق مانويل جوزيه في تصريحه لعكاظ تعليقاًُ على مستوى أحد مهاجمي المنتخب بقوله ” أخشى عليه من البنتلي والبورش ” ! وهي نفسها العلة التي ألمح لها المحلل السعودي صالح الحمادي أكثر من مرة فضائياً بقوله ” ثقافة اللاعب وصغر سنه وإغداق الأموال عليه بغزارة ” وهي نفسها التي ألمح لها فهد الغشيان في وقت سابق بقوله ” لايريدونك لاعب محترف يريدونك منافقاً ” وهي نفسها التي وصفها خبير رياضي بقوله ” الانضباط في المعسكرات مفقود ” . إذن علة المنتخب ونجومه غياب ثقافة الانضباط وتحمل المسؤولية ؛ وغياب المعايير الأساسية لتمثيل الأخضر في ظل المجاملات والمحسوبيات . فالسعوديين لاينسون مونديال 94 والمعسكر الذي سبقه مع مدرب مغمور ، وكيف ظهر نجوم الأخضر وقد تغيرت ملامحهم نتيجة التدريبات القاسية والانضباطية والتقيد بالمواعيد والمعايير . وهو مايصادق عليه حديث مساء أمس في ستديو قناة اسبورت لاين للكابتن يوسف الثنيان وكيف أن كارلوس البرتو أوجد فريقين جاهزين للأخضر وكان كل لاعب يقاتل للظفر بالخانة . لاعبو الأخضر الذين حضروا مباراة سوريا كانوا خارج الملعب ، لم يكونوا على مستوى الحدث والمسؤولية ومالم تنجح إدارتهم في إعادتهم ذهنياً ومعنوياً إلى موقعة آسيا الكبرى فلن تنفع سياسة ” عطوني ناصر الجوهر ” فهو غير مسئول عن عقول لاعبين شاردة وميول أندية حاضرة وتسيب إداري ، فالمدرب الأجنبي بحجمه واسمه لم يستطع ضبط أفراد المنتخب فكيف ينجح مواطنهم ، الذي تسن له الأقلام المتعصبة وتسيل محابر الأندية الملونة حين يتجرأ على إخراج لاعب ناد لم يقدر شعار وطنه . من يرحم ناصر الجوهر ؟ حين يفشل في معالجة ترهل 11 بدناً وسهر 22 عيناً دخلت ساحة نزال غير جديرة بدخولها ؟ من يرحم ناصر حين يعجز عن ” تصحيح ” أخطاء غيره ؟ هل أخذ الوقت الكافي لدراسة حال منتخبه ؟ هل يمنح مرتب بيسيرو وطاقمه ؟ هل ينسب له النصر حين يتحقق ؟ هل تكف الأقلام المتعصبة عنه ؟ إذا كانت كل الإجابات : لا فمن يرحم ناصر الجوهر .