عاش المنتخب قبل واثناء وبعد بطولة الخليج تجاذبا اعلاميا وجماهيريا، وتعرض مدربه ولاعبيه وجهازه الاداري الى انتقادات حادة بعضها لغرض التعديل والبعض الاخر للتشفي والانتهازية، وهناك من هاجم المنتخب لأن قائده لا ينتمي الى النادي الذي يشجعه، وآخرون يريدون مدربا ولاعبين حسب رغباتهم وميولهم، والخوف ان يتكرر هذا السيناريو مع "الاخضر" في تحضيراته الحالية لبطولة اسيا وبالتالي تشتيت ذهن المدرب واللاعبين الذين يحتاجون الى دعم معنوي أكثر من اي شيء آخر، فالشوشرة والتمسك بقناعات الكل يريد ان يثبت صحتها لن تأتي بفائدة ما لم يثر الشارع الرياضي ويجدد لغة التلاسن بين المؤيد والمعارض والمتضرر حتما سيكون المنتخب السعودي. هناك بكل اسف من تتراوح درجة التشجيع لديه للمنتخب حد العشق والهيام وآخر حسب عدد لاعبي فريقه المفضل الذين تضمهم القائمة، وهناك من يشجع لاعبا معينا، وآخر يقضي وقته عبر المواقع والفضائيات بهدف التنغيص لمواقف معينة، ومثل هذه الفئة خصوصا الذين يطاردون الفضائيات تتاح لهم الفرصة عبر الفضاء الخارجي ليس اعجابا بتحليلاتهم واحتراما لارائهم وتقديرا لوجهة نظرهم انما لأنهم يجيدون اللعب على الوتر الحساس للتأثير على المعسكر "الاخضر" الذي يحتاج الى التكاتف، اعلاما وجماهيرا، وادارة ولاعبين واجهزة فنية وادارية. ليس مهما من يرتدي الشعار حتى لو من ناد واحد وليس مجموعة اندية، المهم ان يتحد الجميع، ومن خلال النتائج يمكن الحكم بدلا من الاحكام المسبقة، فما حدث في دورة الخليج الماضية ليس مقياسا نهائيا على عدم قدرة المنتخب للقب الاسيوي الذي غاب عنه طويلا، لكل بطولة ظروفها وهناك عناصر غابت وهناك ظروف حدثت ومع اكتمال العناصر ربما تتغير الصورة ونشاهد منتخبا قويا يرد اعتبار الكرة السعودية. لايزال التطاول مستمرا يصرخ المحايدون، ويبكي الباحثون عن رياضة نظيفة ومنافسات شريفة، ويواكب هذا الصراخ والبكاء عبث ليس له مبرر، وتجاوزات ليس لها حد، لماذا؟ لأن هناك من أمن العقوبة فأساء الادب، وهناك من استقوى فأصبح لا يرى الانظمة ولا يعترف باللوائح ولا يحترم اللجان ويثق بالحكام، حتى بعض العوائل لم يسلموا منهم، سخروا من اسمائها وهذه ماركة مسجلة لدى البعض مع الاسف كالذي حدث للدكتور صالح قمباز وبدر السعيد وفهد العريني واسماء أخرى، يدعمهم في ذلك جيوش "تتمصلح" وتنافق، دورها فقط تمسيح الجوخ، وتطييب الخواطر والعيش على جروح الاخرين! ان تعدلت اخطاء الحكام ظهرت عيوب الاندية، وان اشتدت المنافسة ظهر من يحولها الى شحن جماهيري وتوترات اعلامية، وان انتظر الوسط الرياضي لحظة العدل غابت اللجان وانكشف المستور، اما التصريحات التي تؤكد الضرب بيد من حديد على المخطئ فهي مجرد تصريحات تنشر بالصحف اليوم ويمحى حبرها غدا!!. * هناك من تداول تصريح رئيس ناد عندما قال ان الحكام يحتسبون ركلات جزاء غير صحيحة واصبحوا من خلالها يتجرؤون على فريقه، وأخذ هذا التصريح حيزا كبيرا عبر الفضاء والصحف وكتاب "الغش والتدليس" والجري خلف المصالح والعواطف والميول، بينما من حاول الاعتداء على رجال الامن حماة الوطن بعد الله التزموا الصمت حياله. ترى أي مستقبل ينتظر رياضتنا والإداري والشرفي والمسؤول في الاندية أصبح أعلى صوتاً من صاحب القرار؟!