دعا باحثون ومؤرخون الى ضرورة طرح مادة التاريخ الوطني كمادة إلزامية في جميع الجامعات السعودية وبما يعمق لديهم الحس التاريخي والوطني الذي يربطهم بأمجادهم والمفاصل الهامة في تاريخ بلادنا الفتية. وشهد ختام الملتقى العلمي الثالث عشر المنعقد في الرياض بتنظيم من الجمعية التاريخية السعودية مساء امس نقاشات عديدة من خلال اوراق ومحاضرات قدمها باحثون وأوصوا من خلالها اقامة الملتقى القادم في مدينة الدمام والذي تكفل باستضافته جامعة الدمام كما قرر الملتقى في توصياته انشاء وقف خيري يعود ريعه للجمعية التاريخية السعودية لمساعدتها في النهوض بأعبائها وطبع كتبها ومناشطها المختلفة. وكان الملتقى رفع في جلسته الختامية شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض والرئيس الفخري للجمعية على دعمه اللامحدود لمناشط الجمعية واهدافها كما استعرض اللقاء التقارير المالية والادارية والنشرية للجمعية وكذلك تقويم الملتقيات العلمية السابقة للجمعية. المشاركون في الملتقى وكان اللقاء قد افتتح جلسته الصباحية التي رأستها الدكتور بصيرة ابراهيم الداود بورقة للدكتور نبيل عبدالجواد سرحان بعنوان"التنافس البريطاني الإيطالي في جزر فَرسَاَن" نوه فيها بأهمية جزر فرسان بسبب موقعها الاستراتيجي جنوب البحر الأحمر، وظهور المنافسة بين الدول الكبرى عليها من ناحية، ومن ناحية أخرى تحالف أو تكاتف قوتين أحياناً ضد قوة ثالثة حتى لو كانتا غير متفقتين في أماكن أخرى. كما اشار الى التنافس البريطاني الإيطالي الذي كان موجودا على ساحة الصراع قبل الحرب العالمية الأولى مبينا أن يقظة بريطانيا فوتت على ايطاليا مطمحها في جزر فرسان لغناها الاقتصادي ولأهميتها الاستراتيجية حيث ظلت كل من بريطانيا وايطاليا تتجاذبان حبال السياسة في المنطقة – على الرغم من أنها حليفة لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى –إلا أن الغلبة في النهاية كانت من نصيب السياسة البريطانية. وبذلك أوقفت السلطات البريطانية مطامع ومحاولات الحكومة الإيطالية في منطقة جنوب البحر الأحمر بصفة عامة، وفي جزر فرسان بصفة خاصة. اما الورقة الثانية فقد كانت بعنوان "التأليف الطبي في المخلاف السليماني –كتاب جواهر المغاص في معرفة الخواص" للدكتور ناصر الحازمي تناول فيه تاريخ الحركة العلمية والتأليف في المخلاف السليماني واشار الى التنوع في اتجاهات التأليف في فنون العلوم المختلفة كالفقه والتفسير والحديث والعقائد والتاريخ والأدب والتراجم وغيرها لافتا النظر الى قلة الاهتمام بالتأليف في العلوم التطبيقية كالطب مثلا او علم الحساب او الفلك واشار الى وجود علماء موسوعيين كتبوا في الفنون المختلفة. اما الورقة الثالثة فقد قدمتها الدكتورة مها آل خشيل بعنوان" المملكة العربية السعودية- في مذكرات السير أندرو رايان" وهو وزير بريطاني مفوض لدى المملكة وظل في هذا المنصب خلال الفترة 1348 - 1355 ه/ 1930 -/1963وشهدت هذه الفترة أحداثا مهمة تمثلت في إعلان تأسيس المملكة، كما شهدت تغير طبيعة التمثيل الدبلوماسي من قنصلية إلى مفوضية، وتزامنت تلك الفترة كذلك تسوية الحدود وعقد العديد من المعاهدات الخاصة بتحديد الحدود بين المملكة ودول الجوار مثل العراق والأردن والخلاف حول الحدود الجنوبيةالشرقية للمملكة وهدفت الورقة ألى استعراض سريع لما كتبه السيرأندرو رايان عن المملكة وانطباعاته عن الفترة التي قضاها فيها. اما الجلسة التي تلتها فقد رأسها الدكتور محمد بن عبدالرحمن آل الشيخ عميد الدراسات العليا بجامعة الملك سعود قدمها كل من الدكتور عبدالله حسن الشريف والدكتور سعيد بن عبدالله القحطاني والدكتور عبدالرحمن السنيدي. حضور نسائي للملتقى