في حضور لافت في قاعة الأمير فيصل بن فهد بمقر نادي جازان الأدبي يتقدمهم وكيل امارة منطقة جازان المساعد للشؤون الأمنية الدكتور حامد الشمري ومعالي الدكتور إسماعيل البشري عضو مجلس الشورى ووكيل جامعة جازان الدكتور علي العريشي وعدد كبير من الوجوه البارزة في الشأن الثقافي والأدبي والتاريخي على وجه الخصوص والذين اكتضت بهم القاعة لسماع ما سيقوله المستشرق الفرنسي ميشيل توشرير مدير المركز التاريخي الفرنسي في صنعاء في محاضرته التي حملت عنوان (المخلاف السليماني – منطقة جازان في القرن الثاني عشر الهجري من خلال كتاب خلاصة العسجد في دولة الشريف محمدبن أحمد) لعبدالرحمن بن حسن البهكلي، المحاضر شنف آذان المتلقين بمحاضرته القيمة والمختصرة وأدائه السلس باللغة العربية المساء استهله مرحبا الاستاذ الحسن المكرمي مرحبا بالجميع واصفا بأن هذا المساء عطر من تاريخ رائحته المجد واللقاء بين باريس وجازان ثم تولى الناشط والباحث في التاريخ الدكتور علي بن حسين الصميلي عضو مجلس ادارة نادي جازان الأدبي واستاذ التاريخ بجامعة جازان ادارة الامسية والتعريف بالمحاضر من خلال سيرته العلمية الحافلة ودراساته الشرق أوسطية ليبدأ المحاضر في القاء محاضرته مستهلا الحديث أن اختياره لدراسة المخلاف يندرج الى قصته الطويلة مع الشرق الأوسط التي بدأت منذو عام 1961م في مصر وبعد سنتين عين مدرسا ومن في المركز الفرنسي في جدة وتهيأت له الفرصة لزيارة عسير ومن أبها واصل الى تهامة وجازان وجزر فرسان وأبو عريش ليعين درسا في صنعاء قيل إن يعود الى موطنه ويتخصص في اللغات الشرقية ومنها اكمل دراسته للدكتوراه وفي مجال التاريخ الحديث ليختار موضوعا يربطه عندما كان في الحجاز واليمن فتولدت لديه فكرة مخطوط فوجد ذلك المخطوط لعبدالرحمن البهكلي وهو لقائه الثاني بالمخلاف فقام بتحقيق النص ثم ترجمته الى الفرنسية معترفا انه حاول تجنب احدى صعوبات النص وهي الاستشهادات الشعرية الكثيرة التي ادخلها الكاتب ثم عرج البروفسور مشيل على اهم ما ستفاده من هذا العمل وأهم النتائج التي توصل اليها ومنها انه تراث محلي غني في كتابة التاريخ فالتواريخ المتسلسلة تدل على توسع وانتشار العلم في المخلاف ووجود بيوت علماء توارث فيها العلم اب عن جد كالبهاكلة ومنها النمازي والذروات والحوازم وآل نعمان وتعمل هذه التواريخ على وجود هوية خاصة عند أهالي المخلاف ثم يشير المحاضر إلى نقطة هامة فيفهم ان تاريخ الشريف محمد بن احمد كجهد في توحيد المخلاف تحت سيطرته فكتاب عبدالرحمن هي قصة هذه المحاولة ايضا تقدم لنا صورة الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في المخلاف في منتصف القرن الثاني عشر الهجري وبحسب تقدير المحاضر فان تكوين الخلاف السليماني يساعد في فهم وتفسير التاريخ ويقول ان المخلاف عبارة عن شريط ساحلي يمتد على ساحل البحر الأحمر من درب بني شعبة شمالا الى حرض جنوبا وتخترقه نحو عشرة اودية متحدثا عن الخصائص الجغرافية والطبيعية والحياة الاجتماعية ليخلص المحاضر في نهاية محاضرته الى أن كتاب خلاصة العسجد يتكون من سرد حوادث مرتبة حسب السنوات كمعظم مؤرخي تلك الفترة معتبرا ان كتاب البهكلي يعتبر من المصادر المهمة لمعرفة المخلاف لفهم تكوينه الاجتماعي وتطوره السياسي ووضعه الاقتصادي والثقافي بعد ذلك فتح مدير الامسية باب المداخلات مبتدئ بضو مجلس الشورى الدكتور إسماعيل البشري الذي له اسهامات في تاريخ المنطقة حيث اشار الدكتور البشري بما تزخر به المنطقة من ارث وما تتكئ عليه من مخزون تاريخي مناديا بان تتبنى جامعة جازان انشاء مركز تاريخي يعنى بتاريخ المنطقة وشاركه في ذلك الطرح الدكتور هاني مهنا العبدلي استاذ التاريخ بجامعة الملك عبدالعزيز الذي اشاد بالسرد التاريخي والحضاري للمحاضر ولم يتمكن الصوت النسائي من تقديم مداخلتهن بسبب عدم وصول صوتهن وعطل اجهزة الصوت كما شارك في المداخلات الاديب الكبير الاستاذ حجاب الحازمي والناقد والاديب عمر طاهر زيلع الذي حملت مداخلته لب المحاضرة يجب ان نقسم التاريخ الى كتابة تاريخية وهوما يهتم بالاحداث وما يحدث فيها وآخر كتابة التاريخ للتاريخ .