يمكن أن تكون وحدات العناية المركزة في المستشفيات مكانا مظلما مضجرا يؤدي إلى اختلال دورة النوم واليقظة الطبيعية لدى النزلاء وعندما لا تكون الغرف مزودة بنوافذ فان الاختلال يزداد ومن ثم يصاب المرضى بالتشوش الذهني ووجدت الدراسات أن عدم توفر الضوء الطبيعي يمكن أن يؤخر شفاء المرضى بل ولربما يتسبب في إصابتهم بالذهان اضطراب عقلي يتسم باحتلال الصلة بالواقع ونتيجة لذلك نص قانون فدرالي أمريكي على تزويد غرف المرضى في كافة المستشفيات التي تشيد في المستقبل بنوافذ أو بمناور وعندما الغيت أعمال تجديد النوافذ في ثلاث غرف بوحدة العناية المركزة بقسم القلب بمركز جامعة ستانفورد الطبي وجد الأطباء طريقة للتعويض ففي السنوات الاخيرة أصبح المستشفى أول مؤسسة طبية في الولاياتالمتحدة تستعين بنوافذ كمبيوترية تحاكي تغيرات الضوء الطبيعي بتغير ساعات النهار وبمرور الوقت ومن الشروق وحتى الغروب. الساعات الطويلة والنافذة الصناعية التي تبلغ مساحتها (5 * 4) أقدام من ابتكار مصور الطبيعة الأمريكية جوي فيشر الذي واتته الفكرة عندما أصيب والده بنوبة قلبية وظل خلالها يقضي الساعات الطويلة يحمي الثقوب في قرميد سقف المستشفى لأنه لم يجد شيئا آخر ينظر اليه هناك والواقع أن نافذة ستانفورد عبارة عن صندوق ضوئي تتحكم فيه تقنية الحاسوب ويعرض شريحة فيلمية مقاس 35 ملم ويصور المشهد المعروض مروجا خضراء تعانقها في خط الأفق كتل من السحب ويقوم مؤقت رقمي الكتروني بأحداث 650 تغييرا ضوئيا كل 24 ساعة ابتداء بحمرة شروق الشمس في أعلى النافذة وانتهاء بظلال الغسق الداكنة في أسفلها وتتضمن نسخة حديثة من النافذة قمراً ونجوما لامعة وتحقق النافذة التي تبلغ تكلفتها حوالي 9 الاف دولار (حوالي 38 ألف ريال) فائدة عظيمة بجانب فائدتها الجمالية فقد أعرب مكتب التخطيط الصحي بولاية كاليفورنيا عن تفاؤله بالفوائد الصحية للنافذة إلى حد انه أعفى المستشفى من القانون الذي يلزمها بتزويد الغرف بالنوافذ العادية في انتظار تقويم ردود أفعال المرضى تجاه النافذة الالكترونية. مشاهد متحركة وكان فيشر قد صمم من قبل نافذة ذات مشاهد ثابتة وجدت إقبالا مكن أكثر من مئات الآلاف المستشفيات في العالم، واخذ استخدام النوافذ ينتشر في مواقع أخرى خارج المستشفيات، فقد طلبت قاعدة جوية أمريكية تحت الأرض من تركيا تزويدها بأكثر من 20 نافذة الكترونية ثم حذت حذوها قاعدة بحرية في ايسلندا، ويسعى فيشر في المستقبل إلى تزويد النوافذ بمشاهد متحركة مستخدما تقنية العرض السينمائي الخلفي لاشجار تمايل بفعل الرياح وأمواج تتكسر على الشاطئ، وإذا نجح في ذلك فإنه سيجعل البقاء في المستشفى في متعة قضاء وقت بهيج على الشاطئ. وفي فرانكفورت وجد العلماء بالمستشفى الجامعي أن أمزجة بعض المرضى تتكدر في الأيام الغائمة ويصيبهم الضجر والفتور والخوف والاكتئاب، واكتشف العلماء أن السبب في ذلك هو مادة تسمى الميلاتونين وهي تفرزها أجسام الحيوانات – بما فيها الإنسان – تؤدي إلى السبات الشتوي لدى بعضها. درجات متغيرة ويبدو أن العلماء اكتشفوا علاجا لفرط مفعول (الميلاتونين) بعدد أن تبين لهم أن المصابين بالفتور ينشطون إذا ما تعرضوا لقدر محدد من الضوء، ومن ثم صمموا جهازا على شكل (نافذة) يصدر ضوءا اشد من الضوء العادي في المنازل بنسبة تتراوح بين 80 و 10 مرات ويقوم العلاج على أساس أن يحدق المريض في مصدر الضوء (نافذة ستانفورد) لبضع ثوان في الدقيقة وفقا لتعليمات الطبيب، مما يؤدي إلى انخفاض إفراز جسمه لمادة الميلاتونين، وأكدت تجارب استمرت لاكثر من سنتين على نجاح هذا الأسلوب العلاجي مما سهل من انتشار استخدام (النافذة) في البيوت الالمانية. هذا كان في الماضي اما اليوم فلقد انتشرت النافذة الالكترونية العصرية والتي تجسدها شاشة البلازما الرقيقة الحائطية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من تأثيث المستشفيات الحديثة بكل ما من شأنه يساهم في استمتاع المرضى بوقت ممتع وهم يحظون بالرعاية الصحية والطبية والعلاجية المختلفة فتخف عليهم معاناة الوحدة داخل غرفهم فالعالم بات بين يديهم من خلال مشاهدة برامج التلفزيون وعبر الضغط على أزرار الروموت كنترول.