يقف الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض اليوم على منصة تتويج الرياض الصحيفة الأولى عربياً، ويشارك أسرة التحرير -كعادته- فرحة الإنجاز، ومسؤولية المهنة، والتزامات الحضور الواعي أمام المتغيرات.. ويعيدنا في كل مرة إلى البدايات التي تشعرنا بمسافة الفارق؛ لنبقى معه شركاء في خدمة المجموع، ووحدته، وثقافته، وحاضره ومستقبله.. الأمير سلمان الرجل الذي يوثّق حضوره التاريخ في كل مناسبة، ويقترب من جغرافيا المكان والإنسان لكل مواطن، هو أيضاً الرجل القريب من الإعلاميين، بل هو صديقهم الصدوق..توجيهاً ودعماً، حتى وإن اتفقنا معه أو اختلف معنا نبقى على صلة وثيقة به. لقد نجحت تجربة "الرياض" - طوال العقود الخمسة الماضية- أن تضيف إلى رصيدها المهني المتميز فكراً وممارسة؛ رصيداً آخر من العلاقة المتميزة مع القارئ والمسؤول والمعلن معاً، وهي علاقة تكاملت وقويت على أساس من الاحترام المتبادل، والثقة فيما يُطرح، والالتزام بقيم العمل ومسؤولياته. لقد تفردت تجربة "الرياض" بسياسة تحرير خاصة.. التزمت في إطارها العام بالسياسة الإعلامية للمملكة، والتنظيمات الأخرى التي تحتكم إليها وتوجه مسارها، حيث تخلت "الرياض" في منطلقاتها الفكرية وممارساتها المهنية عن أساليب الإثارة والجدل، والتعجّل في بناء المواقف والتوجهات أثناء التعاطي مع القضايا والأحداث المثارة، والتزمت في مقابل ذلك بقيم المصداقية في توثيق المعلومات من مصادرها، والموضوعية في عرض الحقائق دون تحيز، والدقة في ذكر الحقيقة كاملة دونما حذف يخل بسياقها، مع إتاحة حق الأفراد والمنظمات في الرد والتصحيح. وإلى جانب التزام "الرياض" بقيمها المهنية، التزمت أيضاً بمسؤولياتها المجتمعية إلى درجة التضحية بالسبق الصحفي مقابل الحفاظ على قيم المجتمع وثقافته، والابتعاد عن الموضوعات التي تثير حساسية بين أفراده، أو تلك التي لا تشكل ظواهر اجتماعية، ومسؤولياتها القانونية في عدم إثارة النقد غير المبرر للأفراد والمؤسسات، ومسؤولياتها الأخلاقية في عدم انتهاك خصوصية الآخرين.. وتمثّل تجربة "الرياض" واجهة لصناعة الصحافة في المملكة، حيث تمتاز "صناعة الرياض" عن غيرها من الصناعات الأخرى، بمنتجها الثقافي، وتنوعه، وتعدد مصادره، وكثافة جمهوره، وسعة انتشاره، إلى جانب المرونة والتناغم بين الإدارة والتحرير بما يخدم مسيرة العمل، والأخذ بنمط الإدارة التكاملية بين إدارة التحرير والإدارة التسويقية؛ بهدف التوفيق بين النزعة الربحية وتلبية احتياجات الجمهور. ونجحت تجربة "الرياض" أيضاً في توجيه عائداتها الإعلانية وأرباحها السنوية نحو تأهيل محرريها، وتدريبهم، وتأمينهم وظيفياً واجتماعياً، واستقطاب الكفاءات المهنية المميزة من الصحفيين والكتّاب، وتوفير تكنولوجيا إنتاج حديثة ومتطورة؛ لتقديم منتج صحفي متميز، إلى جانب المشاركة في المسؤولية الاجتماعية، من خلال دعم الأعمال والمناشط الخيرية والإنسانية. وأتاحت "الرياض" فرصة لمحرريها في تملك أسهم المؤسسة بما يصل إلى حوالي 50% من عدد أعضاء الجمعية العمومية، ولهم صوتهم الذي يخدم احتياجاتهم المهنية مقابل الملاك الآخرين، إلى جانب حقهم السنوي في الأرباح. وتعد "الرياض" صاحبة التأسيس الأول للأقسام النسائية في الصحافة السعودية، وتقديم المرأة كصحفية وكاتبة ومديرة تحرير وضع اسمها في ترويسة الصحيفة، وعضو في الجمعية العمومية للمؤسسة. واستغنت "الرياض" عن الكتابة اليدوية في تحرير المواد، وانتقلت للعمل الإليكتروني بوساطة نظام آلي يتيح إنشاء النصوص والصور, وإرسال المواد وتبادلها وحفظها بين جميع الأقسام في الصحيفة. إن التحدي الأكبر الذي أمامنا ليس في ما تم إنجازه، ولكن فيما سيتم تحقيقه مستقبلاً، وأهمها الاستمرار في مهمة التنوير، والتغيير للأفضل، وتغذية عصر الانفتاح بمسؤولية الفكر الذي يسبق الممارسة.. * رئيس قسم التحقيقات