يحكم القاضي لدينا في السعودية بمبلغ500 ريال في الغالب كنفقة للمطلقة!!. أيا كان وضعها فقيرة أم غنية، مريضة أم معافاة، تسكن مع ذويها أو لوحدها الخ. يحكم القاضي بهذا المبلغ الى يومنا هذا! والأسعار في ارتفاع والكل يشكو من أن الآلاف لا تكفيه مصاريفه شهرا حتى!. وكأن القضاة معزولون عما يدور من حولهم وكيف أن الدنيا تغيرت ومطالبها توحشت ولم تعد تلك الدنيا القديمة والبسيطة!!. أسأل نفسي كيف للقاضي أن يحكم بمثل هذا المبلغ والذي لا يعدو أن يكون صدقة إن شئنا الحق تقدم للمطلقة!!. بل ولا تعطى هي هذا المبلغ عن طيب خاطر الا بعد عناء ومشقة، ناهيك عن الرجال الذين يتهربون من دفعه ولا ينفذون حكم القاضي.. وبالطبع لا توجد وسيلة الى الآن ترغم الرجل على دفع المبلغ لمطلقته وحتى لأولاده!!!. الغريب أننا نقول هذا الكلام ونحن الذين نريد عدالة الاسلام وإنصافه للمرأة..ولكن العدالة والإنصاف يبدو أنها تقف عند حد اللسان ولا تتجاوزه للواقع والفعل. وحتى ان ُرفع الصوت بعمل المرأة بعد أن تخلى الذكور من حولها عن رجولتهم وشهامتهم، يخرج من يقول لك المرأة مكانها البيت وهناك حتما من يصرف عليها!! فلماذا تزاحم الذكور!! ولا أدري من أي واقع أو بيئة يتحدث هؤلاء ونحن نجد أن حتى القضاء لم ينصف المرأة ويعطيها ما يصون كرامتها!!ولا أدري هل القاضي يستطيع أن يعيش بمبلغ 500 ريال!! أو تعيش زوجته أو ابنته!! بل وحتى العاملة المنزلية في بيته تتقاضى أكثر من هذا المبلغ!!. يتعذر بعض القضاة أنه لا يستطيع أن يعرف إمكانيات الرجل المادية! ولذلك يحكم بهذا المبلغ!!أتعجب هنا كيف للقاضي و للمحكمة أن تعجز عن التحقق من هذا الأمر!!. وبالنظرة الى الغرب ترى الأمر يختلف تماما حيث ينظر الى وضع الرجل وامكاناته المادية ومدى مساهمة الزوجة فيها الخ. وفي الغالب يقدر للمطلقة مبلغ معقول يحفظ كرامتها وإنسانيتها. ويلزم الرجل هناك بدفعه ويلاحق قضائيا ان تهاون أو تراخى!!. بل سبيل المثال وفي استراليا يمنع الرجل من السفر حتى يفي بكامل نفقة أطفاله التي قد يكون تهرب منها!! وسبحان الله كم نحن متهاونون متغافلون من كل ما من شأنه إكرام المرأة وصون حقوقها! وفي المقابل نستميت ونشدد ونتفانى في كل ما يتعلق بحرية المرأة أو المحاولة من تحسين وضعها!!. ثم نقول كرم الاسلام للمرأة..فهل أكرمها المجتمع!! أم هذه هي طريقته للأسف في إكرامها.!