كانوا يصفونها بالمرأة القوية، إلا أنها أعلنت استسلامها تماما، هكذا قالت في رسالتها المعنونة ب«هموم مطلقة». هذه المطلقة التي فقدت كل مقومات تلك الشخصية التي كانت صفة لها، لم تعد امرأة حديدية، أصبحت امرأة من ورق في مهب أعاصير المحاكم، التي تنصف الرجل كما تقول المرأة المهمومة والمطلقة، التي لم يعد يهمها في الوقت الحالي على الأقل حقوق المرأة في العمل وتكافؤ الفرص، بقدر ما يهمها كرامتها التي امتهنت، ومالها الذي بدأ ينفد، وجراح أبنائها التي تحاول لملمتها. تقول في رسالتها: «هل تعرف كيف تحصل المطلقة على نفقتها بعد أن أخذ المحامي مني ما أخذ»؟ وتجيب هي على السؤال: «حكم القاضي بمبلغ زهيد للطفل الواحد؛ (500) ريال، أخذت الحكم وذهبت للشرطة، أطالب طليقي بالنفقة، عادة تقدم الشرطة استدعاء أول، وقد لا يستجيب، فيتبعه استدعاء ثان، وبعده أمر بالقبض. هل تعلم أنني آخذ الاستدعاء الواحد من الشرطة إلى العمدة، ومنه إلى بيته؟ رحلة ماراثونية طويلة من أجل حفنة من الريالات» ، ولكن هل ينتهي الأمر إلى هنا؟ تقول المطلقة: «رفض طليقي تسليمي جواز السفر والشهادات وكل ما يخصني، رغم توسيط العديد، وكانت إجابته الدائمة: «تحلم تشوف مني شي». تتابع المطلقة: «عند تسجيل بناتي في المدرسة أجد صعوبة، لأنه لا يمكن لهن الدخول دون أذن من ولي أمرهن، فأين هو ولي الأمر»؟ هو أيضا يبشر مطلقته بعنوسة بناتها إن لم تدفع له مقابلا ماديا، لأنه وحده قادر على تزويجهن، أو ستضطر إلى رحلة ماراثونية جديدة في المحاكم لنزع ولايته عنهن، وبالتأكيد ستدفع للمحامي من جديد 20 ألف ريال، وكل هذه المبالغ لرفع الظلم عنهن. تختم المطلقة رسالتها قائلة: «إن استطعت لا تظهر شخصيتي من خلال كتابتك، لا أرغب أن يشعر ولو للحظة أنه كسرني، فأنا أفضل منه في كل شيء إلا أنه رجل». هذه رسالة من رسائل تصلني من مطلقات، تختلف التفاصيل قليلا، لكن المعاناة واحدة، والإحصائيات تؤكد أن نسبة الطلاق وصلت إلى 47 في المائة، فهل كل النساء يعانين بنفس الطريقة، ويدفعن 20 ألف ريال للمحامي ليحصلن على (500) ريال نفقة للطفل الواحد؟ وحدها المحاكم وأقسام الشرطة قادرة على الإجابة على هذا السؤال. يقولون: «ظل راجل ولا ظل حيطة»، لو كنت امرأة لفضلت (الحيطة) فهي على الأقل لا تظلم. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة