في سوانح الماضية كان الحديث عن لعبة الكعابة في الزمن الماضي.. وتحدثت عمن كان يمولنا ويبيعنا الكعابة بعد إحضارها بكميات كبيرة من مخلفات (زبالة) المستشفى الشميسي.. ومع اننا كنا صبية وأطفالا إلا اننا كنا نأخذ بالاعتبار الناحية الشكلية والجمالية بما نلعب به أيام زمان كتزيين (الدنانة) و(زبرقة) السيكل باللونين الأزرق والأبيض.. وبالمناسبة قلة من كان يمتلك سيكل (تك أو بلون) أيام زمان فنقوم بصنع ما يعوضنا ويسلينا بمواد أولية موجودة حولنا.. فنصنع سيارة (طفولية) نلهو بها من الألف إلى الياء.. وهناك عمائر وبيوت يتم تشييدها بالقرب من بيوتنا الطينية آنذاك.. فنحضر منها (نستلها ليلاً) في غياب المقاول والعمال ثلاثة أسياخ حديدية واحد طويل (جسم المركبة) واثنان قصيران (دركسون وحامل للكفرات) ويتم التصنيع كالتالي.. فبعد إحضار أسياخ الحديد نقوم بتجميع غطيان الكولا من مخلفات لعبنا (طاش ما طاش) التي تملأ محيط (دكان اليماني) وثقب أغطية الكولا وإدخال مغاط (إلاستك) خلال ذلك الثقب ووضعه أو شده (داير ما دار) حول (مكرة) نفذت خيوطها وإدخال السيخ الحديدي الصغير والرفيع خلال إحدى فتحتي المكرة وإخراجه مع الأخرى.. وقد كنا نصنع إطارين (كفرين) لذا يلزمنا مكرتين نحضرهما من منازلنا التي لا تخلو من مكائن الخياطة من نوع (سنجر) التي عرفنا حديثاً انها تحوي زئبقاً أحمر خطيراً وغالي الثمن.. وقد تستغربون ان البعض منا يصعب عليه تأمين (المغاط) فقد حدثني أحد الأصدقاء بأنه لم يستطع تأمين قيمة المغاط.. فكان يقوم بإحضار ذلك المغاط من ملابسهم الداخلية.. وقد كانت أمه تستغرب أين ذهبت (تلك المغاغيط) أثناء غسلها لملابس الأب والأولاد الداخلية.. ولم يدر بخلدها ان ابنها العزيز هو من يقوم بتخريب وشق تلك الملابس الداخلية لأخذ ما فيها من مغاغيط.. والمرحلة الأخيرة (بعد الزبرقة باللونين الأزرق والأبيض) هي تركيب (بوري) في الجهة اليمنى من الدركسون (سيخ الحديد القصير) عندها فقط نقوم بقيادة المركبة مزهوين سعداء أمام الكثير من أقراننا الذين لم يستطيعوا عمل عملنا.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.