رغم الحمل الثقيل الذي يعاني منه أبناؤنا بسبب الكم الهائل من الكتب التي ينقلونها بصعوبة كل صباح وعدم تطورنا في هذا المجال للأسف، استغرب أن هذه الكتب لا تحتوي على منهج ولو مختصر في توعية وتثقيف الطلاب في كيفية تعاملهم مع الوسائل الإعلامية وخصوصاً المرئية، فتستغرب أن الأمر في أحيان عديدة يعتمد على اجتهادات بعض المدرسين في تحريم وتحليل بعض البرامج أو حتى الرسوم الكرتونية. مئات القنوات الفضائية تغزو البيوت ولا يجد اطفالنا المادة العلمية التثقيفية في التعامل السليم والواعي مع هذه القنوات وما تبثه، في الكثير من المنازل إما المنع المطلق أو الحرية المطلقة، كيف ننمي حس المشاهدة الواعية للاطفال؟. ما هو المفيد لمشاهدتهم أمر يجهله الكبار قبل الصغار, الكثير من الآباء داخل بيوتهم يرفضون بعض القنوات وفي الوقت نفسه يشاهدونها وبشغف وتنافس في الاستراحات او المنتزهات، وكذلك الحال مع الابناء والبنات الممنوعين من الفضائيات. برامج الاطفال لدينا مدبلجة وبثقافات متعددة وغير مناسبة لنا كثيرا، ماذا عملنا؟ لم نعمل اي تطور بهذا الخصوص، منذ برنامج افتح يا سمسم الشهير قبل اكثر من ثلاثين عاماً تقريباً نرواح مكاننا، العالم يتطور حولنا ونحن نصر وبشراهة مطلقة لتحفيظ ابنائنا بالتكرار الممل لصراع القط توم والفار جيري، نعم هما ممتعان ولكن ماذا عملنا، لم نرحم براءة الاطفال، فادخلنا وبصورة مخجلة ومخلة بالذوق العام رسائل ال sms على قنواتهم وبطريقة مضحكة ومفتعلة من العاملين بالقناة لمحاولة استغلال براءة الطفولة، وحثهم على ارسال الرسال التافهة، حتى العاملون ببرامج قنوات الاطفال يتوقعون ان الاستهبال والتهريج والصياح وشخصيات المهرجين هي ما يطلبه اطفال الوقت الحاضر!! الطفل لدينا يتأثر بطبيعة الحال بما يشاهده كافة افراد الاسرة، حتى ولم يكن هذا الامر مناسباً لفئته العمرية، فتجد احيانا تأثر الكثير من صغار السن بهيفاء وهبي ونانسي عجرم وتنافسهما المحموم في احيان كثيرة بطريقة رقصهم، وكذلك الحال مع الطفل الصغير الذي يتأثر ويحفظ عن غيب الالفاظ غير المؤدبة لوالده او احد اقربائه عندما يشاهدون مباراة تلفزيونية والكل يتنافس بانواع السب والشتم، وفي النهاية طفل متعصب والفاظه غير مؤدبة، والحال يستمر مع الكثير من النماذج والامثلة، ولكن ما هو دور المدرسة بهذا الخصوص، اعرف ان الكثيرين مع عدم ثقتهم بما تقدمه مدارس ابنائهم حتى ولو كانت مصاريفها المادية خيالية، سيقولون ان المدارس لم تقم برسالتها الدراسية، فما بالنا لو طلبنا منها ادواراً مميزة في تثقيف الطلاب بما يدور حولهم من تطور تلفزيوني وتدريبهم بصورة علمية لمعايشة الواقع الحقيقي الذي يعيشونه، وعدم الاعتماد على بث كلمات عيب وحرام بدون تطبيق فعال، الامر مهم وخطير بالفعل فقنوات الاطفال العالمية بدأت وبصورة كبيرة ومدهشة لدبلجة برامجها واطلاق قنوات خاصة بالاطفال العرب وتحديدا بالخليج، ونحن نعلم خطورة الكثير مما تبثه هذه القنوات على تربية وثقافة الطفل، الذي اعتدنا وبدون وعي للاكتفاء وبابتسامة للاندماج امام هذه القنوات لساعات عديدة، لأن المهم ان لا يزعجنا وليس المهم ماذا يشاهد، الامر ليس دعوة للانغلاق وانما دعوة للنظر لهذا الأمر بمسؤولية اكبر، لأن الكثير من الأسر تغيب عنها هذه الأمور ولو وصلت للطالب الصغير عن طريق المنهج الذي يدرسه ويوعيه فان الامر بطبيعة الحال سيكون مختلفا تماما، ولن نكتفي بكلمة عيب وحرام تشاهد فقط دون تطبيق عملي ولكن سنجد، الكيف في المشاهدة يتفوق على الكم بالساعات الطويلة والضارة للطفل امام التلفزيون!.