في الشهر الماضي وقع وزير الثقافة والإعلام عقد مشروع المركز الثقافي بحائل وهو كما يظهر بداية لمراكز ثقافية شاملة لكل المناطق.. وفي التصور أن هذه المراكز ستوحد الأجهزة الثقافية في مكان واحد.. ينتج عنه كشكول ثقافي سليم.. يبرز الوجه الحضاري لبلادنا الطيبة.. بدل التفرق والانكماش في العديد من أجهزتنا الثقافية.. إنني كلما أتابع أخبار وأنشطة الأندية الأدبية أصاب بخيبة أمل.. فأنشطة الأندية الأدبية محدودة في مجال الأدب فقط.. وإذا أردت معرفة الوجه الحضاري لبلادنا تصعب الرؤية من خلال هذه الأندية الأدبية.. ومن أجل بلورة هذا النشاط الأدبي وتوسيعه إلى مجالات ثقافية شاملة للكبير والصغير للعالم والطبيب للمهندس والمعلم.. جاءت فكرة إنشاء المراكز الثقافية التي توحد الجميع وتبرز حضارتنا أمام العالم.. كما أنها مرفق رائع للوحدة الاجتماعية ومكان جيد للبرامج التوعوية.. إن أملنا إن شاء الله كبير في أن نرى هذه المراكز الثقافية منتشرة في كل منطقة وكل مدينة.. تجمع الأدب مع العلم ومع الطب ومع الهندسة ومع كل العلوم والفنون الأخرى.. فكلهم ينتمون للثقافة ويبرزون الوجه الثقافي لبلادنا العظيمة.. تصوروا مكاناً واحداً يجمع النادي والمسرح والمكتبة والملعب والمعرض.. الثقافة متوفرة في هذه المجموعات المتجانسة.. في مدينة الرياض ولله الحمد مركز ثقافي قائم هو مركز الملك فهد الثقافي وعلى مساحة كافية وفي موقع رائع.. فحبذا لو أصبح هذا المركز هو المطلوب كمركز ثقافي لمنطقة الرياض وينتقل إليه النادي الأدبي على أن يعدل اسمه إلى النادي الثقافي.. وجمعية الثقافة والفنون على أن يعدل اسمها إلى جمعية الفنون.. والمكتبة العامة على أن يعدل اسمها إلى المكتبة الثقافية.. وبهذا التنظيم تتوحد الأجهزة الثقافية ويبرز النشاط الثقافي لبلادنا وجميع المثقفين مستبشرون بإذن الله بقدرة وزارة الثقافة والإعلام على تحويل هذه الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية موحدة تخدم جميع المثقفين على مختلف مستوياتهم وتخصصاتهم.. حقق الله الآمال.. والله من وراء القصد. * مستشار ثقافي/ متقاعد