هذا المشروع الذي أعلن عنه سمو أمير منطقة المدينةالمنورة، استقبله مسؤولو ومثقفو وأهالي طيبة الطيبة بالحفاوة والترحاب، مؤكدين ل «المدينة» أن المشروع من شأنه أن يعيد روح المدينة القديمة وطابعها العمراني القديم، بما يسهم في تواصل المد الثقافي والريادي بطيبة الطيبة.. تعزيز الموروث الحضاري ففي البداية عبر الدكتور سعود بن حسين الزهراني مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة باسمه ونيابة عن منسوبي الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة عن سعادة الجميع باعتماد إقامة مركز الملك عبدالعزيز الحضاري بالمنطقة المركزية بالمدينةالمنورة كصرح يبرز مظاهر الثقافة والمعرفة، ماضيًا إلى القول: إن هذا المشروع سيسهم بعون الله تعالى في تعزيز الموروث الحضاري، ويدفع بتنشيط الحراك الثقافي، ويفتح المجال لتنمية المعرفة أمام المهتمين والباحثين والمثقفين من أهالي طيبة الطيبة، مؤكدًا على ما تحتضنه مدينة المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام من إرث حضاري يمتد إلى جميع أرجائها الفسيحة ما بين أثر تاريخي، ومعلم حضاري، وقصة إنسانية نسجت عبر التاريخ وتشكلت بها لوحة تترجم مجموعة من القيم السامية والنبيلة لموروث يتجسد ويتناغم مع مشاعر حب متأصل لدى المواطن لهذا الوطن الذي احتضنه وقدم له كل مقومات العيش الرغيد في الوقت الذي تمتزج فيه العلاقة ما بين المعرفة والنهضة ويتجسد دور المثقف في بلورة المعارف ونشرها عبر الوسائل المعرفية المتعددة الأمر الذي سيسهم بإذن الله تعالى في تطوير المخزون الثقافي لدى الأفراد وما لذلك من أثر حميد في المجتمع، فالمثقفون قادرون بعون الله على إحداث الأثر الإيجابي لصالح الأمة والوطن، والمدينةالمنورة كانت منذ القدم منارة علم ومعرفة وستبقى إلى ما شاء الله وبفضل ما تحظى به من دعم وتشجيع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة ورعاية سموه الدائمة لجميع الأنشطة الثقافية في رحابها. دعم التنمية المستدامة ويقول الدكتور صلاح بن سليمان الردادي مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام بالمدينةالمنورة رئيس المجلس البلدي: إن اعتماد إقامة مركز الملك عبدالعزيز الحضاري بالمدينةالمنورة يأتي تواصلًا للتنمية المستديمة والشاملة التي تشهدها منطقة المدينةالمنورة، وسيدعم التنمية المستدامة بها، كما أن مشروع مركز الملك عبدالعزيز يعتبر إضافة للمشروعات الحيوية القائمة والقادمة للمنطقة، كذلك يأتي هذا المشروع امتدادًا لما توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من اهتمام بمنطقة المدينةالمنورة وبالمتابعة الدائمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، والتي نتطلع أن يلمس الخير منه أهالي المدينةالمنورة والمقيمين والزوار باعتبار أن المركز سيبرز ثقافة منطقة المدينةالمنورة، ويأتي متزامنًا مع اختيار منطقة المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013ه، ويشمل كذلك الاهتمام بتنمية الصناعات الحرفية والاهتمام بالحرفيين لإيجاد فرص عمل للمواطنين، وهذا سيصب في إيجاد منفذ جيد لأبناء المنطقة من الحرفيين لإبراز الموروث الشعبي والثقافي لمنطقة المدينةالمنورة. موقع تاريخي وعلى ذات السياق المشيد بإقامة هذا المشروع يقول الدكتور عاصم حمدان أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة: أولًا سرني نشاط إمارة منطقة المدينةالمنورة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز الذي وجدته في أكثر من مناسبة يتفهم كل ما يطرح حول المدينة وتاريخها وتراثها ورجالها، وقبل ذلك كله مكانتها الدينية والحضارية، وبما أن المكان يحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - يجب أن نعترف ونشير إلى أن هذا الموقع موقع تاريخي لأنه في الماضي كان يراد أن تقام جامعة إسلامية في هذا المكان ثم أنشئت ثانوية طيبة التي كانت من ثاني الثانويات في المملكة وأخرجت جيلًا خدم العلم والثقافة وخدم بلاده، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام بمتحف خاص بالمدينةالمنورة عبر العصور الإسلامية؛ لأننا نعلم مثلًا أن العمارة الإسلامية في جميع عواصم العالم العربي والإسلامي أخذت نمطها العمراني من بناء المدينة القديمة، فحبذا إذا كان في المكان ما يشير إلى نمط العمارة التي كانت قائمة في المدينة، إضافة إلى الآثار التي اندثرت بفعل التغيرات التي طرأت على المدينةالمنورة، مثل سقيفة بني ساعده، ودار أبو أيوب الأنصاري، ودار العشرة، وغيرها من آثار نحتفي بها لأننا في ضوئها أن ندرس السيرة النبوية المباركة، أيضًا الاهتمام بمكتبة الملك عبدالعزيز ومكتبة عارف حكمت التي تحتوي على خمسة آلاف مخطوط حسب ما تختزنه الذاكرة عندي، وأتمنى أن تكتب سيرة كل مؤسس لكل مكتبة أهداها صاحبها أو جمع كتبها من جيبه الخاص وأوقفها على المسجد النبوي الشريف أو المدينةالمنورة، كما يفترض أن نربط الجيل الحاضر بأن آباءهم وأجدادهم كانوا أصحاب مهن، وأن هذا لا يقلل من قيمة الإنسان. ويختم حمدان بقوله: إن سمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد تنبه إلى هذه الحقيقة وهو أن الشباب الذي ينأى بنفسه عن العمل لم يعلم أن آباءه وأجداده كونوا تاريخهم من خلال هذه المهن باعتبار أنها ليست عيبًا وليست نقيصة كما برز في السنوات المتأخرة عند البعض بل هو شرف، وكسب لقمة العيش الحلال منوط بالكثير من الآثار النبوية الشريفة. مشروع متنوع ويشارك نائب رئيس النادي الأدبي بالمدينةالمنورة محمد بن إبراهيم الدبيسي بقوله: لا شك أن التخطيط لمثل هذا المركز يشكل تكريسًا وتأكيدًا على الدور الثقافي والمعرفي الرائد لمدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والتي كانت مدينة ومنبعًا للمعرفة والنور والحرية منذ أن وطأتها أقدام الرسول صلّى الله عليه وسلّم الشريفة، كما أن وحدات هذا المشروع من التنوع بمكان بحيث تشمل المناشط المتعددة مثل مكتبة الملك عبدالعزيز التي تضم مكتبات المدينة العريقة والمشهورة مثل مكتبة عارف حكمت وغيرها من المكتبات الوقفية، وكذلك المركز الثقافي الذي يشكل في نظري توأمة بين الثقافي والاجتماعي يعكس الوعي بخصوصية المكان، وهذا ما أكد عليه سمو أمير المنطقة لدى لقاء رئيس وأعضاء نادي المدينة الادبي الأمر الذي يعكس رؤية وحرص سمو أمير المنطقة ومدى اهتمامه بكل ما من شأنه إبراز الدور الثقافي للمدينة المنورة لا سيما وهي التي ستحتفل باختيارها كعاصمة للثقافة الاسلاميةللعام 2013م. تميز المدينة ويقول عيد الحجيلي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة: إن خصوصية المدينة ومكانتها الدينية منحها هذا التميز، ولعله من بشائر الخير إنشاء مركز ثقافي يحمل اسم المؤسس لهذا الكيان الملك عبدالعزيز يرحمه الله ليكون مصدر إشعاع حضاري يهدف إلى إبراز وإعادة روح المدينة القديمة، والتي يتطلع المسلمون جميعًا إلى إحياء تراثها الإسلامي من خلال الاهتمام بآثارها ومآثرها والاهتمام بمظهرها العمراني، والمدينةالمنورة تحمل عبقًا تاريخيًا لكونها كانت ولا تزال مركز إشعاع للعلم والثقافة والمعرفة. رصد تاريخ المدينة الدكتور عيسى بن محمد القايدي الأكاديمي ومدير المركز الإعلامي بجامعة طيبة قال: تعد إقامة مركز الملك عبدالعزيز الحضاري امتدادا للأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين، وإدراكًا منه - حفظه الله - بمكانة المدينةالمنورة ودورها في نشر الإسلام والنور إلى كل أصقاع الدنيا، كما تمثل إقامة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي رصدًا لتاريخ المدينةالمنورة الثقافي في العمارة والحرف اليدوية والمكتبة العامة ومراكز للمحاضرات والمدينة مصدر ثقافي وحضاري للعالم الإسلامي ككل وهي العاصمة الأولى للإسلام التي منها انتشرت كل الثقافات وفنون الحضارة الإسلامية التي انبثقت من المدينة سواء في العمارة بالحرف بالفكر بالشعر والأدب فهي مركز حضاري لتؤكد استمرارها لتبقى كمنارة علم ومصدر اشعاع ثقافي وحضاري، وما اسعد أن يكون ذلك على يد قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وبالمتابعة الدائمة والمستمرة من سمو أمير منطقة المدينةالمنورة. إضافة نوعية أما الدكتور محمد الصفراني عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة فيقول: لا يخفى على أحد أن المراكز الثقافية هي جوهر المدن، ولا شك إذا كانت الساحة الثقافية بالمدينةالمنورة ستكون إضافة للحركة الثقافية فيها إلى جانب ما تضمه من جامعتين عريقتين هما جامعة طيبة والجامعة الإسلامية، إلى جانب ما تضمه من النادي الأدبي ومراكز ثقافية تتبع لإدارات التعليم فيها، وخادم الحرمين الشريفين عرف عنه مباركة هذه المشروعات لتكون - إن شاء الله - إضافة في ميزان حسناته - حفظه الله -، ثم إضافة نوعية في المستوى الثقافي في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبذلك تعيد للمدينة المنورة ونهجها التاريخي والحضاري المتميز الذي كان لها كونها عاصمة الثقافة ومنبعها منذ القدم بهدف تسليط الأضواء عليها ودعم حركتها الثقافية بشكل يخدم توجهاتها الدينية ويخدم أبناءها، وتأكيدًا لمكانتها كمعلم ثقافي على مر العصور.