شارك الآلاف من المواطنين المغاربة أمس في مسيرة شعبية حاشدة بمدينة الدارالبيضاء عبروا فيها عن استنكارهم الشديد للحملات المنظمة التي استهدفت وحدة المغرب الترابية على خلفية أحداث العيون الأخيرة. ورفع المشاركون، الذين فاق عددهم بحسب المنظمين المليون، شعارات شجبت قرار البرلمان الأوروبي الذي أوصى بتشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث العيون. وشاركت جميع ألون الطيف السياسي والحقوقي والنقابي المغربي في مسيرة الدارالبيضاء، وأجمع المشاركون على التنديد بقرار البرلمان الأوروبي، وكان للحزب الشعبي الإسباني حصة الأسد من شعارات الشجب والتنديد. وفي تصريح للصحافة المحلية والدولية، قال عباس الفاسي الوزير الأول والأمين العام لحزب الاستقلال إن الشعب المغربي بمشاركته في هذه المسيرة الحاشدة أكد "خلال هذا اليوم أنه مجند على الدوام للدفاع عن مغربية الصحراء، وأن استرجاع الصحراء حسم بشكل نهائي". وأضاف أن الشعب المغربي وجه رسالة، من خلال هذه المسيرة الحاشدة، إلى خصوم وحدة المغرب الترابية والتي مفادها أن الصحراء قضية المغرب الأولى وأنها تحظى بالأولوية والإجماع على المستويين الرسمي والشعبي. ولم يتردد الوزير الأول المغربي بنعت حزب الشعب الإسباني الذي قاد حملة عدائية ضد المغرب داخل البرلمان الأوروبي بأنه حزب متطرف له حنين لماضي المرحلة الاستعمارية إلى حد أنه بدأ يقول إن الصحراء إسبانية. يشار إلى أن المغرب كان قد أدان بشدة قرار البرلمان الأوروبي ورفض على لسان وزير خارجيته القبول بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في أحداث العيون. وكان بيان للبرلمان الأوروبي عبر عن "بالغ القلق حول تدهور الوضع الخطير في الصحراء، حين قامت قوات من الشرطة المغربية بإخلاء مخيم في المنطقة أقامه أكثر من 20 ألف صحراوي احتجاجا على ظروف المعيشة والعمل ما أسفر عن مقتل 10 أفراد من الجانب المغربي واثنين من الجانب الصحراوي"، مضيفا أنه "على الرغم من إعداد البرلمان المغربي لجنة تحقيق للحادثة إلا أن البرلمان الأوروبي يؤمن بأن منظمة الأممالمتحدة هي أكثر جهاز مناسب لإعداد فريق تحقيق دولي ومستقل حول الحادثة".