كشفت صحيفة الغارديان أمس أن أفغانيين يقيمون في المملكة المتحدة يرسلون المال إلى حركة طالبان ويقضون شهوراً في أفغانستان يقاتلون في صفوف الحركة ضد قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قبل العودة إلى بريطانيا. وقالت الصحيفة إن مسؤولي أجهزة الاستخبارات البريطانية اشتبهوا منذ وقت طويل بمسلمين بريطانيين يسافرون إلى أفغانستان وباكستان كل عام للتدرب مع الجماعات المتطرفة. وأضافت أن طائرات التجسس التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني العاملة في إقليم هلمند الواقع في جنوبأفغانستان التقطت محادثات هاتفية لمقاتلين من حركة طالبان بلهجات مدن بريطانية من بينها مدينة بيرمنغهام، كما تم اكتشاف وشم يمثل نادي أستون فيلا الانكليزي لكرة القدم على جثة أحد مقاتلي طالبان في جنوبأفغانستان. ونقلت الصحيفة عن مقاتل في طالبان بمنطقة داني غوري الواقعة شمال أفغانستان قوله إنه "يأتي إلى أفغانستان لقضاء ثلاثة أشهر كل عام للمشاركة في القتال ضد قوات حلف الأطلسي، ويعيش في شرق لندن حيث يعمل سائق سيارة أجرة ويحصل من وراء المهنة على مردود جيد". وأضاف المقاتل "هؤلاء الناس (مقاتلو طالبان) هم أصدقائي وعائلتي ومن واجبي أن آتي إلى أفغانستان للمشاركة في الجهاد معهم، وهناك الكثير من الناس مثلي في لندن يقومون بجمع المال للجهاد كل عام ويأتون إلى أفغانستان للقتال إلى جانب طالبان إذا استطاعوا". في شان متصل حذر خبراء من ان متخصصي المتفجرات في تنظيم القاعدة خصوصا في اليمن، تحولوا الى خبراء في استغلال ثغرات نظام الامن الجوي وقد ينجحون يوما في تدمير طائرة. ولم يتم احباط اخر محاولاتهم المتمثلة في ارسال طرود مفخخة من صنعاء الى الولاياتالمتحدة عبر شركات للبريد السريع مثل "يو بي اس" و"فيديكس"، الا بفضل معلومات قدمها عميل مدسوس في التنظيم بعدما اجتازت عبوات مخفية في طابعات عدة نقاط مراقبة. واكد كريستوف نودان مؤلف "الامن الجوي: الوهم الكبير" ان "الحظ حالفنا مرة اخرى"، واضاف "سيتوصلون على كل حال الى اسقاط طائرة هذا حتمي، سنحبط محاولاتهم مرة او مرتين او ثلاثة لكن في السابعة او الثامنة لن ننجح. انها مسالة اشهر". وفي العدد الثالث من مجلته الالكترونية باللغة الانكليزية "اينسباير" التي بثت السبت اكد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب "سنواصل هذا النوع من العمليات وان تم احباطها". واضاف التنظيم "بالنسبة لنا من المفيد ترهيب العدو وحمله على البقاء في حالة استنفار مستمرة وذلك خلال بضعة اشهر من العمل وبعضة الاف من الدولارات". وبفضل تجنيد المتطرفين الذين اقاموا في الغرب وسهولة البحث على الانترنت ولانهم يستخلصون الدروس من اخطائهم، يتمكن تقنيو القاعدة من الاحتفاظ بتفوق زمني على الشرطة والخبراء في سلامة الطيران. وقال كريستوف نودان "انهم لا يكررون الشىء نفسه تماما. المحاولة التي تفشل ستؤدي الى الاجراءات الامنية نفسها التي تتخذ في حال اعتداء ناجح". واضاف ان "هذا يؤدي الى الذعر نفسه ويتسبب في تعزيز الاجراءات الامنية التي تكلف المليارات وتفرض قيودا جديدة". وقال رئيس مؤسسة اوروبية كبيرة متخصصة في رصد المواد الخطيرة طالبا عدم كشف هويته، ان "ما جرى مع الطرود المفخخة يدفع الى التشكيك في النظام برمته". واضاف ان "ذلك يدل على ان المحاولات الارهابية الرامية الى امتحان تنظيمنا واجراءاتنا وتكنولوجياتنا فعالة. بمهاجمتهم الشحن الجوي كشفوا ثغرة كنا نتفادى التحدث عنها لكنها كانت تثير قلق الجميع منذ 11 ايلول/سبتمبر" 2001. ويرى ماغنوس رانستروب مدير الابحاث في مركز دراسات المخاطر غير المتكافئة في معهد الدفاع السويدي ان هذه المحاولة "تعكس اصرارهم على استهداف النقل الجوي والانعكاسات المثيرة التي قد تنجم عن ضرب محرك العولمة". وبعد متابعة الردود على محاولات اعتداءاتهم يتكيف خبراء المتفجرات في القاعدة بسرعة بينما يحتاج الامرالى اشهر وربما سنوات لتحديد الاجراءات المضادة والمصادقة عليها وتمويلها واعدادها. وذكر رانستروب "الاستنفار الذي حدث بعد المتفجرات السائلة في 2006"، موضحا ان "اوروبا ستؤمن التجهيزات المناسبة اعتبارا من 2013: اي بعد سبع سنوات. وفي هذه الاثناء تنتقل المخاطر". وفي تعليق مفصل على ارسال الطرود المفخخة من صنعاء قال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ان "الحكومة البريطانية قررت انه اذا كان علبة حبر آلة طباعة تزن اكثر من 500 غرام فلن يسمح بنقلها على متن طائرة"، متسائلا "من العبقري الذي ابتكر هذه الفكرة؟ هل تعتقدون ان ليس لدينا سوى آلآت طباعة نرسلها؟" واوضح كريستوف نودان ان ما يدعو الى القلق اكثر من ذلك هو "انهم يعدون لاستخدام اسلحة كيميائية على متن طائرات. غازات قاتلة لا تردها ابواب قمرات القيادة يمكن الحصول عليها بمزج مادة مع الماء وتؤدي الى موت الجميع".