كتب تطوير الذات حق أريد به باطل ! فهي تجارب شخصية قد نجحت بنسبة معينة مع أشخاص ثم تحولت بقدرة قادر إلى مؤلفات يُطلق عليها أكثر مبيعا في العالم ، إنها تحمل عناوين برّاقة ، تعزف على الوتر الحساس ! ولو تأمل القارئ قليلا في عناوينها لوجدها أنها تدعوه إلى واقع قد يكون من شبه المستحيل تحقيقه ! إنها تدغدغ العواطف وتلعب بالأحلام ، فالكل يبحث عن : الشخصية الجاذبة ! والشخصية الفاعلة ! وأن يصبح مليونيرا في غمضة عين ! وأن تقرأ كتابا يحتوي ألف صفحة في خمس دقائق ! ويمتلئ جسدك بالطاقة الخارقة والحيوية التي لا تنضب ! إنه واقع مؤلم يبعث على الشفقة والأسى ، وبهذه المناسب يتفرع عن هذا الموضوع ربيبته اللعوبة وهي : دورات تطوير الذات ! وهي في معظمها تستهدف جيوب الآخرين ! وفي النهاية يبقى الحال كما هو للمتدرب قبل دخول الدورة ، بل أحيانا يصاب بخيبة أمل جراء الخدعة التي وقع فيها ، إنني أدعو في هذا المقام إلى الحد من مثل هذه الدورات التي انتشرت انتشار النار في الهشيم ، أما الكتب فلا سبيل إلى تقييدها ولا أدعو إلى ذلك ، ولكني أرجو من كل قارئ إلى مراجعة نفسه قبل شراء مثل هذه الكتب ، فإن بعضها يتطلب جهدا وعزيمة لتطبيق ما ورد فيها ، أو إلى ممارسات من نوع معين قد لا يكون القارئ على أهبة الاستعداد للقيام بها ، وقد تكون الشريحة المستهدفة لهذه الكتب شريحة المراهقين ، أو من يعانون من المراهقة المتأخرة ! أو من تهاجمهم أحلام اليقظة .