بعد نفاد الطبعتين الأولى والثانية من كتاب أندره كاسبار «الحقيقة أغرب من الخيال - ألف قصة واقعية ومثيرة» صدرت طبعة ثالثة له عن دار الساقي. ومن عناوين الفصول: في العائلة، الحياة في المجتمع، الجريمة والعقاب، في الأطعمة، الحياة الثقافية والفنية، في الولادة والحياة والموت، الحياة السياسية والاقتصادية، الحرب والسلم، عظماء هذا العالم، الاختراعات الصغيرة، إنجازات خارقة، الطبيعة العجيبة، الاعتقادات الخاطئة. والكتاب كما يوضح مؤلفه مجموعة وقائع وأحداث حقيقية جُمعت بتأنٍ، وهو ليس من نسج الخيال. ويقول: «وككل عمل لمجموعة حقيقية، ليس بين دفتيه مكان للقطع المزيفة أو المشكوك فيها. إن الوقائع المعروضة هنا صحيحة تمام الصحة. لكن المجموعة هذه هي من نوع خاص. فمن حيث المبدأ، من المفروض في كل مجموعة أن تتخصص في مجال معين ومحدود بعض الشيء. هذا الكتاب يشذّ عن هذا المفهوم لأنه يعالج عملياً كل ناحية من نواحي الحياة والكون من دون اي تحديد. الميزة الوحيدة التي دفعتني للاختيار هي الناحية الخارقة أو المسلية للوقائع المنقولة. وقائع لا تصدق ولكنها حقيقية، وقائع مدهشة، وقائع مجهولة أو وقائع معروفة ولكن في شكل خاطئ، جمعت كلها هنا بلا تنظيم، في خليط بين التاريخ والاقتصاد، بين المتحرك والجامد، بين الواقعة العلمية والحدث الخارق». ومع أن الكتاب ليس ثمرة المخيّلة كما قال كاسبار فإن «كل صفحة تتوجه الى المخيلة أكثر مما تتوجه الى العقل. فهناك، بالفعل، شيء خلاّب بالنسبة الى واقعة ما، وخصوصاً إذا كانت غريبة. انها تفاجئ، تهاجم، تأخذ اللّب وتطرق المخيلة بصورة أقوى من اي حلم مجنون. والحقيقة ان الحياة أكثر جنوناً وخيالاً وأغنى مما يمكن ان تكونه المخيلة البشرية على الإطلاق». ويضم الكتاب أكثر من ألف واقعة لا يجتمع بينها إلا وجه الحقيقة وفي الوقت ذاته وجه الغرابة، وفق نظام منطقي وحيد. ويضيف: «لقد فضّلت استبعاد هذا المسعى وذاك، واخترت نمطاً للتصنيف يجد فيه المنطق والتحكّم كلاهما مكانه. ومن حسنات هذا النظام انه يقدم مجموعة من العناصر المتنوعة يجمع في ما بينها بعض الشبه، وهي في الوقت ذاته متباينة كل التباين. بهذه الطريقة، فالترتيب بحسب المواضيع لا يقضي على عنصر المفاجأة الذي يبقى كاملاً، ولا يتعب القارئ».