تفتقد مدينة نجران ورغم الزخم الحضاري الذي تعيشه اليوم، لجسور المشاة التي تعد من المتطلبات المهمة لأي طريق، حفاظاً على سلامة المارة. يقول المواطن "مانع آل منجم": لعل المتابع لوضع المنطقة يدرك كثرة وتكرار حوادث "الدهس" في أماكن هي في أمس الحاجة لتلك الجسور، مضيفاً: "على سبيل المثال موقع الجمعية التعاونية، وموقع وزارة المالية، وموقع فرع البنك الأهلي ب"العريسة"، وجميعها على شارع رئيس وشريان هام للحركة وهو طريق الملك عبد العزيز الذي يمتد من المطار إلى البلد القديم، في هذه المواقع ودعنا مع الأسف أرواحاً بريئة، ورغم ذلك يخيم الصمت على المسؤولين في المنطقة، فلا تفاعل ولا حركة لمعالجة الوضع". وأوضح المقيم اليمني "حسين السلمي" أن عدم وجود جسور مشاة في منطقة نجران يثير استغرابه، فهو يعيش فيها منذ أكثر من 12 عاماً، ويعرف أكثر الأماكن فيها، ولا يعلم ما هو السبب وراء خلو الشوارع المزدحمة منها؟، مشيراً إلى أن سجلات الوفيات في مستشفيات المنطقة تدل على ذلك. أما المواطن "مانع الربيعي" فقال: رغم ما تتمتع به منطقة نجران من توفر الكثير من الخدمات والمشاريع التنموية كبقية مناطق المملكة، إلا أنه ينقصها جسور المشاة التي أرى أنها تقدم خدمة كبيرة لا يعرف قيمتها سوى من يحاول عبور الشوارع المزدحمة، مناشداً الجهات المعنية بسرعة بناء هذه الجسور التي لن تكلف الدولة رعاها الله الشيء الكثير، بل وتعطي في نفس الوقت منظراً جمالياً وحضارياً للمنطقة. من جهتها تحدثت المواطنة "نوال اليامي" قائلةً: إنه مع الأسف تفتقد منطقة نجران لجسور المشاة، وهذا يدل على عدم اهتمام المسؤولين في أمانة المنطقة بهذا المشروع الهام، أو أنهم غير مدركين لضرورة وجوده وقيمته الكبيرة في الحفاظ على أرواح الناس، مقترحةً فتح المجال للقطاع الخاص لتبني هذه الجسور مقابل استثمارها في الجانب الإعلاني. مواطن يهرول مسرعاً لتفادي المركبات وأوضح المواطن "حمد آل منصور"أن الجسور ليست اختراع اليوم أو مشروعاً ترفيهياً يمكن تأخير تنفيذه، مضيفاً أنه لا عذر لخلو مدينة متحضرة كنجران من الجسور التي تساعد الناس على تفادي الدهس والاصطدام بالسيارات والتسبب في إتلاف أرواحهم المؤتمنين عليها. أما المواطن "محمد الصقور" فقال: لاحظنا في الآونة الأخيرة تزايداً ملموساً في حوادث الدهس داخل منطقة نجران وأغلبها للأسف مميتة، ورغم ذلك فمثل هذه الحوادث لا تلغي ما تقوم به الجهات المعنية من جهود ومساعٍ لإيقاف نزيف الدم، إلا أن هنالك جزءاً مهماً جداً ومهملاً مع أنه يمثل الحل الجوهري لهذه الحوادث الشنيعة، ألا وهو جسر المشاة. وقال المواطن "حسن الزبادين": إن نجران بحاجة لجسور مشاة في العديد من المواقع الحيوية تفادياً لحوادث الدهس القاتلة، مضيفاً أنه من هذه المواقع غابة الملك فهد، وطريق الحصين الذي تنتشر على جانبيه الكثير من المحال التجارية بالإضافة للطرق في البلد القديم والتي تشهد ازدحاماً كبيراً بالمارة. وفي السياق ذاته تحدث العقيد "علي القحطاني" مدير مرور منطقة نجران قائلاً: إن جسور المشاة هامة جداً داخل المدينة وخصوصاً في الطرق المزدحمة بالعابرين، مبيناً أنه بالفعل تم تحديد عدد من المواقع على طريق الملك عبد العزيز، نرى أنها بحاجة ماسة إلى إقامة جسور مناسبة للمشاة، وذلك بالتنسيق مع أمانة منطقة نجران لإقامتها، مؤكداً أنه تمت مناقشة ذلك في مجلس التنسيق المروري، وتم عرضه على أنظار صاحب السمو الملكي الأمير "مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز" أمير منطقة نجران الذي وافق على ذلك لأهميته، مشيراً إلى أنهم توجهوا بسؤال الأمانة عن وضع الجسور وأسباب تأخر تشييدها، فكان الرد من قبل "علي اليامي" مدير العلاقات العامة والإعلام، الذي أوضح أن الأمانة تدرس إمكانية إنشاء أماكن لعبور المشاة في بعض المواقع بالمدينة، أمام أمانة المنطقة وإدارة الجوازات في "الخالدية" و"دحضة" و"العريسة" بالقرب من جامعة نجران، وسيتم تنفيذها حسب ما يتوفر من اعتمادات وإمكانيات ضمن مشاريع الأمانة مستقبلاً.