لم تقتصر مهمة رجال الدفاع المدني المشاركين في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ خلال موسم الحج على اتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من المخاطر الافتراضية التي قد تهدد سلامة ضيوف الرحمن، بل امتدت لتقديم المساعدة إلى الحجاج المرضى والمعاقين وكبار السن، في لمسات إنسانية حانية كان لها أثرها الرائع لدى جموع الحجيج، وتنوعت هذه المشاهد الإنسانية لشباب رجال الدفاع المدني من الضباط والأفراد داخل الحرم الشريف، وهم يأخذون بيد حاج مريض تعرض للإجهاد أثناء الطواف، ويساندون آخر من كبار السن في السعي بين الصفا والمروة. ويمدون يد العون ل"حاجة" لا تستطيع السير في طريقها إلى المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة، أو يقدمون الإسعافات الطبية العاجلة لأحد الحجاج الذين يعانون من داء السكري، أو يصفون الطريق لحاج لا يعرف كيفية الوصول لمسكنه أو مقر البعثة التابع لها. وتمتد سواعدهم الفتية في المشاعر لكل حاج يحتاج إلى المساعدة، وقد ارتسمت على وجوههم علامات البشر والسعادة، أن مكنهم الله سبحانه وتعالى من إعانة ضيوف الرحمن على أداء مناسك فريضة الحج والحفاظ على سلامتهم، وفي المقابل كانت كلمات الحجاج لرجال الدفاع المدني تعبر بصدق عن تقدير عميق لما يقومون به من عمل إنساني، ودعوات مخلصة بالتوفيق في أداء مهامهم الجليلة. وعندما نتوجه بالسؤال إلى أي من رجال الدفاع المدني عن مهامه في الحج، تجده يعي جيداً الدور المنوط به، ويدرك ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقه، لكنه يعرف بوضوح أن خدمة ضيوف الرحمن شرف وواجب ديني وإنساني.