انتشر مؤخراً مقال عن المسلمين والإرهاب يحاول تبرئة المسلمين من تهمة الإرهاب. استبشر المسلمون خيرا خصوصا أن التقرير الذي بُني عليه المقال صادر من مصدر موثوق هو الإنتربول الأوروبي "يوروبول". نعود للمقال القضية وأكاد أجزم أن كثيرا منكم تلقى نسخة منه عن طريق البريد الإلكتروني أو الفيسبوك. عنوان المقال يقول: "المسلمون إرهابيون ماعدا 99.6% منهم" قلت لنفسي تلك مصيبة وأي مصيبة. أعلم علم اليقين أن الإرهاب لدينا مشكلة كبيرة ولكن هذه النسبة مخيفة بكل المقاييس وتفوق أرقامي المتشائمة. لو كان ما أورده الكاتب صحيحا بأن 0.4% من المسلمين إرهابيون فهذا يعني أن هناك 4 ملايين إرهابي مسلم. وهذا عدد كبير يفوق الجماعات المسلحة والمتعاطفين معهم وأشباه المتعاطفين. قلت في نفسي لابد أن في الأمر خطأً. رجعت إلى التقرير الذي صدر عن "اليوروبول" عن الهجمات الإرهابية في أوروبا خلال 2007-2009م، التقرير يقول: "كل الإرهابيين مسلمون ماعدا 99.6% منهم" لاحظ الفارق الكبير بين عنوان مقال الكاتب وعنوان التقرير. لنترجم هذه النسب إلى أعداد: مجموع الهجمات الإرهابية في أوروبا 1098 هجمة. المتطرفون المسلمون اقترفوا مانسبته 0.4%. وهذا يعني أن 4 هجمات إرهابية فقط تمت بواسطة إرهابيين مسلمين. الأهمية في هذا التقرير ليس الاستنتاج الذي وصل إليه الكاتب بأن الغالبية العُظمى من المسلمين ليسوا إرهابيين. فحتى الإسلاموفوبيك يقرون بتلك الحقيقة ويقولون: صحيح أن غالبية المسلمين ليسوا إرهابيين ولكن أغلب الهجمات الإرهابية يقوم بها مسلمون. أهمية هذا التقرير أنه أبطل تلك المقولة وأصبح بإمكاننا أن نستنتج: الغالبية العظمى من المسلمين ليسوا إرهابيين. الغالبية العظمى من الهجمات التي وقعت في أوروبا لم يقترفها مسلمون، وهذا هو الأهم. بعد أن بينا الخلط الذي حدث للكاتب مع النسب نعود إلى دور المسلمين في الإرهاب العالمي. إذ لايمكن أن نغض الطرف عن حقيقة أن لدينا مجموعات تستحل ماحرم الله من قتل النفس البريئة. الفرق بين الإرهاب الذي تقوم به الجماعات الإسلامية المتطرفة وغيرها أن إرهاب الجماعات المتطرفة أعمى فهو لايبالي بقتل أي إنسان بمن في ذلك المسلمون وفي أي مكان بما في ذلك المساجد.