هيئة الهلال الأحمر السعودي؛ بخدماتها الإنسانية النبيلة في موسم الحج وغير موسم الحج في المدن وعلى الطرقات الطويلة، وبجهودها الجبارة التي تأتي في الوقت المناسب لتخفف الآلام، وتعطي بلسماً وأملاً في مواصلة الحياة وإنقاذ الأرواح بإذن الله تعالى، هاهو أحد أبناء الهيئة الذين عاصروا إنطلاقتها إلى العصر الذهبي الذي تشهده بعد تسلم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله رئاستها للفترة الثانية، ليحقق وفريقه من رجالات الوطن إنطلاقاتٍ غير مسبوقة في تاريخ الهيئة، إنه الأستاذ أحمد بن ريان باريان مدير عام الإعلام والتوعية حالياً والذي تسلم العديد من المواقع الإدارية الكثيرة خلال مسيرته العملية في الهيئة التي تجاوزت العشرين عاماً لن نطلب كثيراً؛ ففي هذا اللقاء مع باريان الكثير من المحطات التي حاولنا الانعطاف إليها. بداية الإنطلاق *بدايةً.. نود إطلاعنا على هيئة الهلال الأحمر بشكلٍ عام منذ انطلاقة أول مركز إسعافي وحتى الآن؟ - الحديث عن تاريخ جهازٍ إنساني نبيل في مملكة إنسانية ليس بالأمر السهل؛ لاسيما عندما تتكلم عن تاريخ يتزامن مع سنوات تأسيس هذه البلاد الطيبة على يد المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-؛ تأسس تحت مسمى جمعية الإسعاف الخيري وانتهاءً بهيئة الهلال الأحمر السعودي؛ الابن سر جده وأبيه كما يقال.. تأريخ تجاوز السبعين عاماً أجد أنه من غير المناسب أن اختزله بإجابة لن تفي مهما حاولت الشرح. منتج إنساني * في الأربع أو الخمس سنوات الماضية شهدت الهيئة تطوراً ملموساً في العديد من جوانبها؛حدثنا عن هذه الإنجازات؟ - لابد أن نتفق قبل كل شيء أن المنجز الإداري باختصار هو نتاج عملية تراكمية من الخطط والدراسات والتجارب ونتاج طبيعي لاستمرارية عمليات الإخفاق والنجاح، لا تتغير هذه السنة الإدارية في أي مكان له منتج ولديه طالبون لذلك المنتج، إن تقديم منتج إنساني لأرواح تتألم وتغالب الخيط الدقيق بين الموت والحياة ليس بالأمر البسيط، ومن يعمل على تخفيف ذلك الألم والمحافظة عليه من القطع ليس بالإنسان الطبيعي مهما بدا لك، مابين غرف العمليات التي تستقبل البلاغ وحتى رجوع الفرقة من أرض الميدان وبوابة الطوارئ، ما لايستطيع مشاهدته أو لمسه الجمهور (طالبو ذلك المنتج) هو سعي الهيئة وقيادتها الشابة الاستثمار بالقوى البشرية وتضعه ضمن صفوف أولوياتها في العملية التطويرية. متطوعو الهلال الأحمر يقومون بإسعاف أحد المصابين التعاون مع المرافق *كيف تنظرون إلى تعاون الهلال الأحمر مع المرافق الصحية الأخرى فيما يخص استقبال المصابين والمرضى؟ - ربما قصدت تعاون تلك المرافق الصحية مع الهلال الأحمر.أقولها لك وبكل صدق وبلا مجاملة، ربما كانت هذه هي معاناة فرقنا الإسعافية الأكبرعلى مدار اليوم..!! وضع مخجل أن تقف عملية انقاذ الأرواح الإنسانية عند مستوى القرار الإداري البحت، وهذا لايعني وجود عينات من المراكز الطبية الأهلية والحكومية أولت هذا الجانب جلّ اهتمامها، لأنها تعي تماماً الثمن الحقيقي للأرواح البشرية، نقف احتراماً لهم رغم أنه من صميم عملهم ولكن لابد من شكرهم وتقديرهم، صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة كرّم مؤخراً عددا من الجهات المتعاونة مع الهيئة وطواقمها الإسعافية في الميدان. الجهود في الحج *استعدادات مكثفة لحج هذا العام، فهل لنا بإلقاء الضوء على أبرز الجهود في هذا المجال؟ - الحج تلك الأيام المعدودات؛ الذي شرف المولى عز وجل هذه البلاد وأهلها بخدمة ضيوف الرحمن وزائري مملكة الإنسانية، يتم حشد الحشود له على المستوى الحكومي، الهلال الأحمر كغيره من المراكز الطبية التي تعنى بصحة الحاج والزائر الكريم تتشرف هذا الموسم بتدشين الإسعاف الجوي في سماء المشاعر المقدسة. الإسعاف الجوي * ماذا عن الإسعاف الجوي.. أقصد المشاركة في حج هذا العام ؟. - هذا العام بمشيئة الله تم تدشين خمس فرق طائرات مروحية بأنواع وأحجام مختلفة في المشاعر المقدسة تساند الفرق الإسعافية الأرضية العاملة في الميدان، كما تم التوسع في نشر الخدمة الإسعافية على الأرض وطواقم محاصرة الأوبئة وغيرها. التدخل السريع *هل نجحت فرق التدخل السريع في مهامها التي أنيطت بها ؟. - عملنا كإعلاميين؛ هو التحقق من المعلومة ورصدها مع المختصين قبل تسويقها للمتلقي كحقيقة ثابتة نستطيع أن نبني عليها مجموعة من الحقائق التي تتوافق معها، من هذا المنطلق أستطيع القول وبكل ثقة أن فرق الاستجابة المتقدمة (التي أسميتها فرق التدخل السريع ) نجحت وباقتدار بما تم التخطيط له.. ولله الحمد. التطوع *التطوع من الامور الإنسانية المهمة في كافة المجتمعات، كيف وجدتم هذا الجانب في الهيئة ؟. - في مجتمعاتنا الشرقية تعلم تماماً أن أمور الشهامة والبذل وإنكار الذات هي من مستحثات الدين ومن عادات العرب ، مانود احتواءه وتنظيمه باسم التطوع هي تلك الأمور، أبداً لست مع من ينكر صفة البذل والتطوع على مجتمعاتنا مفضلاً المجتمعات الغربية بهذه الصفة، كل ماهنالك شيءٌ من التنظيم والضوء الأخضر الحكومي في فتح أبواب تنظيمية مؤسساتية اجتماعية للتطوع، كلنا يتذكر حادثة سيول جدة وغيرها.مجتمعٌ يسوده الشباب مجتمعٌ فتي يبشر بالخير والعطاء، وجدنا أن المتقدمين أكثر من العدد المطلوب بمراحل، نحاول أن نسدد ونقارب ما استطعنا.