المكان مكةالمكرمة، وبالتحديد مشعر منى وفي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، الذي وافق يوم أمس، وهو يوم التروية وبداية الحج بالمشاعر، وفي وسط أصوات تلبية الحجاج السعداء بوصولهم للأراضي المقدسة من شتى بقاع الأرض، وفي وسط ذلك الزحام يتواجد اسم دولة الصين حاضراً هذا العام تحديداً، بقوة غير مسبوقة في مواسم الحج الماضية، هذا التواجد ليس بسبب الصينيين المتواجدين لأداء فريضة الحج، فهم أقلية من أصل أقلية مسلمة تتواجد في هذا البلد العظيم بعدد سكانه، وبعدد مصانعه وصناعاته التي تغزو كل العالم بلا استثناء. هذا التواجد لم يأت من فراغ، فالكل يعلم أن قطار المشاعر الذي دخل الخدمة في حج تاريخي وهو عام 1431 للهجرة، هو قطار لشركة صينية كان لها عصا السبق في الحصول على أول مشروع من نوعه في العالم، وبلغت كلفة المشروع نحو 6.7 مليارات ريال سعودي، فهي ستنقل عشرات الآلاف في منطقة محدودة بمساحة شرعية وبوقت شرعي لن يتجاوز خمسة أيام، وما يجمع عليه جميع الحجاج وكل من يرى هذا التمدد الصيني الأخطبوطي، أننا كمسلمين نسهم بجزء هام في إنعاش موسمي للصناعات الصينية المرتبطة بموسم الحج رغم قصر أيامه، فهناك بلا شك وكلاء وموزعون سعوديون كان لهم تنسيق وعقود لصناعات صينية يحتاجها قرابة 3 ملايين حاج في مثل هذه الأيام من كل عام، ولذا فإن القطار وما صرف عليه من ملايين الملايين من الحكومة السعودية ، يكمل مسيرة من الفوائد للعملاق الاقتصادي الصيني. عدد كثير من الحجاج الذين يزورون السعودية للمرة الأولى يلمسون التواجد الصيني لكل البضائع، مع ضعف المنافسة من المصانع السعودية في الكثير مما يحتاجه الحاج، فمع دخولهم الى المملكة وفي المنافذ والمطارات يشترون ملابس الإحرام من صناعة صينية، وتظلهم بعد اهتمام حكومة المملكة بخدمتهم، شمسية صينية، ويرتدون ويحملون أحزمة وشنطاً أنتجتها الصين، ويشترون هدايا من مختلف أشكال وأنواع الكماليات والإلكتروتيات والجوالات ذات المنشأ والصناعة الصينية. في هذا العام ستشاهد بلا شك حدثاً، قد يسجل في التاريخ، فمن المؤكد أن هناك حاجا يلبس إحراما صينيا وفي يده شنطة صينية وينتعل الحذاء الصيني، ويأكل تفاحة عبرت البحار للسوق السعودي من الصين، ولكن الجديد والذي يسجل مع تاريخ هذا العام عن الأعوام الماضية أنه راكب للقطار الصيني، ليس في مدينة بكين أو شنقهاي، " أنه احد ضيوف الرحمن يمتطي القطار من منى الى عرفات، نعم انه الحاج المسلم في اطهر بقاع المسلمين، ولكن الاقتصاد الصيني معه ويعيش معه في بلده الذي قدم منه إلى الأراضي المقدسة، وقريباً سوف يأتي من بلاده بطائرة من صناعة صينية خالصة.