تحافظ الصين على نسب نمو اقتصاي لا تقل عن 9%, وهذا مستمر على مر عقد من الزمان حتى الآن, وهذا النمو الاقتصادي قفز بالاقتصاد الصيني أن يصنف الآن الثاني عالميا وقبل اليابان وبعد الولاياتالمتحدةالأمريكية, وأصبحت أكبر دولة مصدرة وتملك ميزان مدفوعات دائما إيجابيا أمام الدول التي تتعامل معها وأولها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعاني عجزا كبيرا في الميزان التجاري مع الصين يتجاوز مبلغ 200 مليار دولار لصالح الصين, ورغم تحسن الصادرات الأمريكية وارتفاع العملة الصينية إلا أن الفجوة لا تزال كبيرة, الآن الصين «مجبرة» ستتجه إلى مسارين الأول رفع العملة الصينية تدريجيا وقد بدأت بالفعل, والآخر وهو مهم أيضا رفع سعر الفائدة, فهل يعني ذلك انتهاء مسار الصاعد للاقتصاد الصيني؟ أم يتجه العالم للتعايش مع الوضع الجديد؟ وكل هذه المتغيرات لأسباب أساسية, فتغيير سعر الصرف الصيني بعد ضغوط عالمية وما زالت مستمرة وآخرها قمة 20 في سول الكورية, وهذا سيعني ارتفاع تكلفة التصدير الصينية وارتفاع الاستيراد للسوق الصيني مما يعني تضخما أكبر, وهذا بالفعل يحدث الآن والدلالة تحسن الميزان التجاري للأشهر الأخيرة بين الصين والولاياتالمتحدة , وتصر الولاياتالمتحدة أن ذلك ليس كافيا بل مزيدا من الرفع لليوان الصيني سيعني تسعير وفق أسعار السوق لا كما تسعره الصين بسعر مصطنع لدعم اقتصادها. لكن المسار الأهم «الجديد» الآن هو رفع الفائدة الصينية, وهذا يعني أن الصينيين يملكون سيولة عالية, وأنها تدفع بالأسعار للارتفاع أكثر وأكثر, وسيقلص قوة الدخل والشراء بالتبعية, وإن تم ذلك وإن لم يحدد مستويات هذا الرفع, سيعني ارتفاع تلكفة الإقراض, وتأثيره على النمو الاقتصادي وأيضا السوق المالي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع الأسواق المالية, وهذا سيعني لحظة التقاط أنفاس للاقتصاد الصيني, وأن النمو بحده ليس جيدا دائما ولا الركود بطبيعية الحال, سيعتمد تسعير الفائدة الجديد إلى أي مستوى سيتجه كهدف, فإن أصبح على نطاق ضيق ومحدود جدا سيكون تأثيرة أقل, ولكن إن استمر سيعني تأثيره المباشر على الاقتصاد الصيني بامتصاص السيولة وتأثيره على القوة الشرائية والنمو الاقتصادي مما يعني ارتفاع الكلفة, والأثر النهائي على النمو. الاقتصاد الصيني يعاني الآن من الداخل بحجم السيولة والنمو وهذا سيلقي بظلاله التدريجي على الاقتصاد الصيني بفرض رفع الفائدة وانعكس على البورصة الصينية يوم الجمعة التي انخفضت 5% وهي تعكس حالة القلق والخوف من «نية» رفع الفائدة, والآخر استمرار الضغوط برفع العملة الصينية التي لم تصل للقيمة الموضوعية لها حتى الآن وفق قراءة الولاياتالمتحدة التي تصر بأن تعيد الصين تسعير العملة وفق القيمة الحقيقية لها بالسوق, وهي حرب عملات واضحة, ولكن يصر الصينيون أن المشكلة أمريكية لا صينية, ولكن نلحظ الآن تغييرا يحدث فائدة وعملة؟ والسؤال الأكبر والأهم متى سيتوقف الضغظ لرفع العملة ورفع الفائدة الصينية؟