قدمت التشكيلية السعودية أمل سعود بمدينة دبي في فندق أتلانتس معرضها الشخصي الأول، مساء أمس الجمعة الذي يحمل عنوان» فيلم صامت»، واحتوى على عدد من الأعمال الرقمية التي عرفت بها.. إضافة لعدد كبير من الأعمال الجديدة التي لم تعرض من قبل، والتي استغرق تجهيزها والتحضير لها ما يقارب السنتين، ويستمر المعرض حتى 14 نوفمبر الحالي. التقيناها في هذه المساحة للتتحدث لنا عن تجربتها الرقمية التي تعتبر من الرائدات في هذا المجال، حيث تعتبر أن الفن أداة تعبير تماماً كالكلام لذا اتجهت إلى تصوير العديد من المواضيع، و حملت الواقع بلا تجميل، بأسلوب يتسم بالوضوح تارة.. وبالمواراة تارة أخرى.. تقول أمل سعود عن الرسالة التي تود قولها من خلال معرض» فلم صامت»:»حاولت أن أرسل المغزى لشعور المشاهد مباشرة، ولأكبر عدد من الناس، وأن أتقن ما أقدمه، فإتقان الفن هو بحد ذاته رسالة.» وعن سبب اختيارها دبي» دبي» لإقامة معرضها الشخصي الأول تقول أمل :»دبي أصبحت مركزا فنيا مهما يرتاده محبو الفنون من جميع أنحاء العالم» .. وتضيف : « دبي مدينة حاضنة للفنون ترحب بالتنوع وتشجع التجديد، وهذه البيئة الثرية هي ما شجعتني على إقامة معرض الأول هناك». أحب الاستمرار والتجديد دائماً حتى في أحلامي و برغم تمكنها من الرسم الرقمي بدقة عالية تمارس أمل سعود فنونا رقمية أخرى ك (الفيديو أرت) التي قامت بتجربتها بعض الوقت .. وترى أمل سعود أن الرسم الرقمي، لا يختلف عن الرسم التقليدي إلا بالأداة فقط لكنه يشترك مع الفنون التقليدية بجميع مميزاتها لأن الفرشاة بعد أن كانت مصنوعة من مواد مأخوذة من الطبيعة أصبحت الآن مصنوعة من مواد معدنية والكترونية، واللوحة أصبحت من زجاج ومعدن، والألوان تحولت لسلسلة من الأرقام تظهر على الشاشة كألوان حقيقية؛ تماماً كالتطور التكنولوجي الذي أصاب جميع نواحي الحياة، فقد كان للرسم نصيبه أيضاً من التطور والتقدم». تمتاز أعمال أمل سعود الرقمية بالعمق في الطرح ومعالجتها لقضايا شائكة، التي تتعمد طرح واختيار مثل هذه المواضيع وتصويرها بطريقة تجعلها تترسب في نفوس مشاهديها، وتعلل ذلك بقولها:» كي أنقل فكرة شغلتني بإحساسي الخاص، قد أمتلك بعض الأحيان وجهات نظر مختلفة تجاه نفس الموضوع وعندها كلما ازدادت أحاسيسي تبايناً كلما كان إخراجها صعباً جداً..» وتتعجب أمل سعود من الذين لا يعدون الرسم الرقمي فنا!! وتضيف: «من يتمنى إلغاء فن بأكمله لمجرد أنه لا يتقنه أو لا يفهمه، أو ربما لأنه لا يستسيغه في جميع المجالات لا يحق له أن يفرض ذائقته الخاصة على الآخرين، بل أن تقبل جديد الفنون وسعة الأفق هو ما جعل البعض متقدمين فنياً والبعض الآخر يحاولون اللحاق بهم لاهثين بعد أن استوعبوا متأخراً أن ما رفضوه بالأمس هو ما يرفضهم اليوم.» ولا تنظر أمل سعود لمن يحارب التجديد والتغيير ويرفض أي تقنية على الفن؟وتعتقد أنه سيشعر بالملل، وربما لا، بل تشتغل بالنظر لمن يهمها متابعته ومراقبة تطوره والاستفادة منه.. وحول أقصى نقطة تحلم الوصول لها في عالم الرسم الرقمي تقول أمل سعود:»لا أستطيع التخيل، ولا أريد أن أقف عند نقطة معينة في حياتي، أحب الاستمرار والتجديد دائماً حتى في أحلامي». عمل رقمي بعنوان « تمرد بخور»