قرأت أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ستنتهج في مشروع محطة رأس الزور نهجها في المشروعات السابقة فيما يخص تأهيل الكوادر السعودية، وقرأت أن وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبد الله الحصين ذكر أن نسبة السعودة في محطات التحلية في ال36 محطة تفوق 80%، مشيراً إلى أن المؤسسة العامة لتحلية المياه لديها مركز تدريب في محطة الجبيل تستقطب فيه خريجي الكليات التقنية والمهندسين والتوجيهي وتعدهم للمحطات القادمة «. تجربة « التحلية « في تأهيل الكوادر السعودية تجربة ثرية ومثال يحتذى به في توطين الوظائف الفنية , ويبرز لنا مدى أهمية تواجد مركز تدريبي مركزي داخل كل منشأة حكومية تنشد وتطمح لرفع نسبة السعودة وبحسب احتياجها وبالطريقة التي تراها مناسبة , وهنا أتحدث عن الوظائف ذات الطابع الفني أو التقني والتي تحتاج إلى تدريب متواصل في وقت يشهد فيه العالم تطورا كبيرا بالمجال التقني. سمعت أن ذات المؤسسة بالرغم من نجاحها في رفع نسبة السعودة وحرصها الشديد على التدريب والتطوير لكوادرها إلا أنها ربما أخفقت في وقف تسرب كوادرها إلى قطاعات أخرى وشركات منافسة قدمت مغرياتها وحوافزها لموظفين اثبتوا جدارتهم بالعمل , وسمعت أن نحو 200 مهندس حصيلة المتسربين منهم من أمضى أكثر من 15 عاما في العمل ب « التحلية « , ولذا يجب على مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن يتحرك نحو إيجاد آليات فعالة للتصدي لذلك التسرب الذي سيزداد مع قوة المنافسة والتوسع في إنشاء محطات التحلية وصيانتها وذلك بطرح مزيد من الحوافز واسترجاع الكثير من المميزات التي فقدها منسوبو التحلية منذ 20 عاما وأهمها بدل السكن وغيرها من البدلات الأخرى. فتحسين بيئة العمل وإحساس الموظف بالتقدير من قطاعه الذي يعمل به عامل مهم نحو الإبداع والتميز وخلق جو من التنافس الشريف الذي ينصب في خدمة الوطن. رأيت السعادة والبسمة على محيا جميع منسوبي تحلية المياه المالحة بعد توقيع عقد محطة رأس الزور بقيمة 15 مليار ريال الثلاثاء الماضي وكأنه حلم تحقق بعد طول انتظار وهو بالفعل فقد تعطل المشروع بسبب الأزمة المالية العالمية , ما يهم المواطن هنا سرعة التنفيذ بالوقت المحدد وعدم التأخير فالنمو السكاني والحاجة للمياه المحلاة في تزايد خاصة العاصمة الرياض وهو ما نتمناه جميعاً.