خلال توقيع مراسم عقد شراء الخطوط الجوية السعودية ل22 طائرة جديدة من شركة بوينغ للطائرات التجارية قبل أيام صرح مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني الأمير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود، أن هيئة الطيران المدني السعودية لن تسمح لشركات الطيران الخليجي بالعمل داخل السوق السعودية وتقديم خدمات الرحلات الداخلية. هذا المنع من دخول أي شركة طيران أجنبية لسوق النقل المحلي داخل المملكة يعني "تكريس" الاحتكار للناقل المحلي وهو الخطوط الجوية السعودية. السؤال لماذا؟ ونعلم أي مستوى وصل له مستوى كفاءة وخدمة الناقل المحلي من شح الرحلات وإلغاء محطات وتوقيت الرحلات إلى كل المصاعب والعثرات التي تعاني منها ويعاني منها المواطن والوطن, هذا المنع يضع سوق النقل المحلي بدون منافسة, ونحن نعلم أن خروج شركة طيران "سما" بسبب عدم وجود منافسة عادلة بتسعير البنزين للخطوط السعودية وبقية المنافسين, أي أن سعر البنزين للخطوط السعودية مدعوم بنسبة تفوق 80% وبقية الخطوط لا تحظى بأي دعم للبنزين, وهذا خلل كبير في المنافسة لا يمكن لأي خطوط تأتي أن تنجح في ظل وجود ناقل محلي مملوك من الدولة ويدعم بهذا المستوى ناهيك عن دعوم أخرى, إذا من سيأتي لينافس من الأساس؟ حين يصرح الأمير فهد بن عبدالله مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني السعودي بأنه لن يسمح لدخول شركات جديدة, نقول لك سمو الأمير أنه لن يأتي أحد من الأساس, فكيف ستأتي شركة طيران أخرى أيا كانت وهي تشتري البنزين بسعر الدولي بدون دعم والخطوط السعودية تحظى بدعم للبنزين كما ذكرنا, أي منافسة تكون هنا وأي اجتذاب لخطوط أجنبية أو محلية ولنا في شركة "سما" تجربة فاشلة وخاسرة, ولن يكون النجاح إلا برحلات دولية لأنها لا تتوقف بمحطات محلية. لا نحتاج سمو الأمير لكثير من النقاش حول أن نسمح أو لا نسمح لخطوط أجنبية لدخول المنافسة المحلية, واستغربت جدا أن المهندس خالد الملحم يقول إن "منافساً" خرج من السوق المحلي وكأنها كفاءة وتميز للخطوط السعودية, كل القصة والمحور الأساسي "سعر البنزين" بكم تشتريه يا ناقلنا الوطني؟ وبكم يشتريه المنافسون؟ حتى أن المعلومات التي لدي أن سعر البنزين في السودان والامارات وغيرها من الدول تشتريه الشركات الناقلة الأخرى المنافسة للناقل المحلي بأقل من شرائها من داخل المملكة بنسب عالية؟ أي منافسة أو جاذبية يمكن أن تأتي لسوق النقل الجوي لدينا في ظل عدم تكافؤ الفرص؟ ثم نأتي الآن وبتصريحات رسمية أنه لن يسمح بدخول شركات خارجية للسوق السعودي رغم أنه من الممكن بيع رخص النقل بملايين الريالات ؟ والشركات المنافسة لن تأتي من الأساس, إلا في حال التزويد بالوقود من دولهم وأن يعملون بسوقنا المحلي بدون التزود بالوقود من داخل المملكة؟ ناهيك عن تكلفة وقوف الطائرات والخدمات اللوجستية هل هي بنفس التكلفة؟ حين نمنع ونحن ندرك أنه لن يأتي أحد فهذه ليست إضافة ولا شيئاً جديداً, ورغم قرار المنع لم يوضح أسباب هذا المنع؟ رغم أنه عمل تجاري واقتصادي يدر الملايين بحيث يفترض وجود تنافس لخلق جودة وأسعار تنافسية وفرص عمل جديدة, فلم نجد المبرر لهذا المنع إلا حماية الناقل المحلي فقط لا غير؟!