عندما كنتُ في السنة الثانية (متوسط) أصدرتُ أنا ومجموعة من الطلبة صحيفة خطية سرية (لم يكن مسموحاً أيامها بما يسمى صحيفة الحائط) وقد كتبتُ فيها قصة عن فتاة اعتقد والدها أن جنياً قد تلبسها ، فاستدعى أحد الرقاة ، الذي قام بجلدها في أنحاء مختلفة من جسدها بحجة إخراج الجني ، وأمعن في الضرب إلى أن ماتت الفتاة ، وعندما عرض الأمر على القاضي حكم على الراقي بدفع دية ، أما الأب كما قلت في القصة فكفاه عقابا أن ابنته ماتت ، والآن تكررت القصة على مسرح الحياة ، وإن كانت بشكل مختلف ، فقد قبضت شرطة منطقة القصيم على راق تسبب في موت شابة في العقد الثاني من العمر بعد أن استخدم صدمات كهربائية في جسدها لتخليصها من الأمراض النفسية التي تعاني منها ، وذلك في مسجد الحي ، وقد طالب المحامي صالح الدبيبي بمعاقبة الراقي على جريمته وادعائه قدرة العلاج بالصدمة الكهربائية.. ولا ريب في أننا إزاء عمل جنائي وليس خطأ طبيا ، فالراقي استخدم علاجاً دون أن يكون مجازا ومرخصا له باستخدام هذا العلاج ، وعلى أية حال فالأمر متروك للقضاء ، ولكن ألم يأنِ الأوان لننظم عملية الرقية ونضع نظاما يحدد من يجوز له ممارسة الرقية ، والأساليب التي يلجأ إليها ، وليس منها العقاب الجسدي؟