قبضت شرطة منطقة القصيم على راقٍ شرعي تسبب في موت شابة في العقد الثاني من العمر بعد أن استخدم صدمات كهربائية في جسدها لتخليصها من الأمراض النفسية التي تعاني منها. وأبلغ «عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة القصيم المقدم فهد الهبدان «أن أسرة الفتاة طلبت مساعدة الراقي في علاج ابنتهم التي تعاني من أعراض نفسية، إذ استخدم صاعقا كهربائيا، معتقدا أنه سيساعدها في العلاج، إلا أنها توفيت جراء هذه الطريقة». وأشار الناطق الإعلامي إلى أنه جرى التحفظ على الراقي لدى شرطة بريدة الشمالي، ومن ثم إحالته إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام في المنطقة للتحقيق معه حسب الاختصاص. وحذر الهبدان من التعامل مع من لا يزاولون الرقية الشرعية السليمة ويرتكبون مخالفات للرقية، لافتا إلى أن مخالفي الرقية محل متابعة شرطة المنطقة، خصوصا أنه سبق أن صدرت أحكام شرعية في حق بعض المخالفين في هذا الشأن. وعلمت «عكاظ» أن الراقي المتهم في القضية يبلغ من العمر 50 عاما، إذ أخضع الفتاة إلى جلسات علاجية منذ رمضان الماضي بحضور والديها في مسجد الحي، من أجل تخليصها من نوبات المرض النفسي. من جهته، طالب المحامي صالح الدبيبي، بمعاقبة الراقي على جريمته، وإدعائه قدرته العلاج بالصدمات الكهربائية، التي من المفترض أن يعتمد في مهنته على القرآن الكريم والسنة النبوية. ودعا الدبيبي إلى أهمية إيجاد قانون ينظم عمل الرقاة وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية، حتى لا يكون هناك خلط بين احتياجات الطبيب النفسي والراقي الشرعي، وتعريض المريض لاجتهادات تصل للوفاة. وأكد الدبيبي على أهمية التوعية بالأمراض النفسية والجهات المعنية بعلاجها، عبر نشرات توعوية وتثقيفية، حتى لا يفتح المجال لمن يدعون الرقية للتلاعب بأجساد المرضى دون مبرر شرعي، قانوني، وصحي.