الرياضة السعودية وكرة القدم على وجه التحديد عانت في السنوات الأخيرة ووجدت صعوبة في الحفاظ على مكتسبات سابقة ما أدى لغيابها عن المنجزات الحقيقية على صعيد المنتخبات بفئاتها المختلفة والأندية التي كانت تسجل حضورا في مناسبات دولية عدة، وأعتقد أن مشكلات أنديتنا ومنتخباتنا وحتى ألعابنا المختلفة بحاجة ماسة لنقاشات صريحة علمية فنية تضع النقاط على الحروف، وإذا كانت المنتخبات هي نتاج مخرجات الأندية فإن من أهم مشاكل مسيريها تركيز عملهم على نجاح موقت، والتوجه نحو الإعلام بصورة أكبر من اللازم والخوض في قضايا هامشية تأخذ حيزا كبيرا من الوقت المفترض تخصيصه لمصلحة العمل الأساسي الذي جاءوا من أجله، وما هو مزعج أن كثيرا من الإعلاميين والبرامج الرياضية في الفضائيات ومن له علاقة بالرياضة تركوا مناقشة أوضاع الأندية وحاجتها للنقد الهادف البناء الكاشف للأخطاء بالأساليب الهادئة البعيدة عن إساءة وتجريح العاملين فيها، وتوجهوا نحو تصعيد قضايا أقل ما توصف بالهامشية. إننا بحاجة ماسة لإعادة النظر في المساحات التي تتاح لنا لإبداء آرائنا بالتركيز على المفيد لشبابنا واستغلال تعلقهم بالرياضة لتوعيتهم وتثقيفهم والحفاظ على أفكارهم؛ فضلا عن المطالبة بحقوقهم في مجتمعهم، كما أن الأندية التي تحتضنهم وتؤدي رسالة سامية لهم هي الأخرى تحتاج الكثير من الطرح، ومنتخباتنا بألعابها المختلفة والتي يرتدي لاعبوها شعار الوطن تنتظر جماهيرهم عملا كبيرا لرفع اسم السعودية عاليا، ومن المناسب أن ننتقد أنفسنا ونعمل على تطوير قدراتنا قبل أن نفاجأ بأن نتائجنا في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة كانت كالعادة مخيبة للآمال!!. عودوا إلى أجواء استطلاعات الرأي حول النادي الأكثر الجماهيرية والخلافات والآراء الصاخبة الكبيرة التي أعقبت النتائج، وإلى الاحتفال بلقب نادي القرن وما تبعه من تجييش لطرف وتهميش لآخر، عودوا إلى قضية الاحتفال بمرور عشر سنوات على العالمية وكيف تعامل معها أصحابها ومنافسوهم، وأخيرا قضية موقع (فيفا) حول بطولات الأندية السعودية المليء بالمغالطات يكشفه التعديلات اليومية والتي تجعلنا متأكدين من أن مصادر معلوماته متعددة. وحين ننظر لحال كثير من فرق كرة القدم السعودية بالذات الكبيرة منها؛ نلحظ أنها لا تجد من يناقش أوضاعها وإبراز الإيجابيات لتعزيزها وكشف السلبيات والعمل على معالجتها إلا ما فيما ندر؛ بل إن الحاصل هو توجه لدفاع مستميت عن قضايا هامشية، وإرضاء لغرور المتعصبين من الجماهير الرياضية، لا أظنه أبدا يسير على خطى صالح الأندية التي تخطئ إداراتها فيحدث الإخفاق، ثم لا يجد القارئ المتعقل ما يشبع نهمه باستعراض المسببات الحقيقية، واقتراح الحلول السريعة للتصحيح. لقد نجح صانعو القضايا الهامشية في إشغال الجماهير، وتحويل مسار النقاد حول مناقشات لا طائل من ورائها، وترك الأمور الأهم، لكن السؤال الذي يطرح اليوم هو لمصلحة من تثار مثل هذه القضايا، وهل من مصلحة الأندية التوجه نحو مزيد من المهاترات.