** بحصول الدكتورة ( أروى بنت علي السيد) على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى لاكتشافها الخلل في الجين المسبب للانتفاخات اللثوية وإجرائها بحثاً علمياً على مرضى زراعة الكلى بمستشفى القوات المسلحة بالرياض.. وتسببها في تغيير الدواء المسبب لتلك الانتفاخات.. ** أقول.. بحصول الدكتورة (السيد) على هذا الوسام الرفيع.. تكون المرأة السعودية العالمة قد سجلت نجاحات كبيرة في أكثر من حقل.. وفي أكثر من دولة من دول العالم.. وفي أكثر من محفل.. ومع ذلك فإننا مانزال ننظر إلى المرأة السعودية نظرة دونية.. لاتستحق معها الارتفاع إلى مستوى هذه الانجازات الكبيرة.. وتمكنها من الحصول على كامل حقوقها.. وفي مقدمة هذه الحقوق الاعتراف بأهليتها في ان تكون قادرة على خدمة هذا الوطن في كل مجال.. بما وهبها الله به من قدرات وإمكانات وإبداعات.. تضعها في الصدارة باستمرار.. ** ولعل أبرز ما تحتاج إليه المرأة – بعد اليوم – هو الثقة بها.. والاعتماد عليها في إدارة شؤون الحياة المختلفة بكفاءة.. ولاسيما بعد ان اثبتت انها في المستوى الذي يؤهلها لقيادة العديد من المؤسسات العلمية والتجارية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية في بلادنا وفي غير بلادنا.. ** ولذلك.. فقد بات علينا ان نحسم قضايا المرأة.. وان نغير نظرتنا إليها.. وان نتعامل معها كإنسان يستحق الاحترام.. والتقدير.. والثقة.. واسناد أرفع المهام والمسؤوليات إليها دون النظر إلى (أنوثتها).. ودون التقليل من شأن كفاءتها.. ودون الفصل أو التمييز بينها وبين غيرها.. ** وعلينا أن نتوصل إلى فهم صحيح لمسألتين مهمتين هما : أهلية المرأة للقيام بأدوار أساسية.. لم تحرمها الشريعة الإسلامية منها.. ولم تفاضل بينها وبين الرجل فيها.. بعيداً عن التفسيرات والاجتهادات.. والإفهام المتواترة في هذا الصدد.. وكذلك احترام عقلها.. وآدميتها.. وقدرتها على تحصين نفسها.. وصلاحها وسلامة تربيتها في العمل بعيداً عن المحاذير.. والحواجز.. والاستضعاف.. وإلا فكيف تتصور عالمة كالدكتورة (أروى) محظور عليها العمل مع زملاء لها في المختبرات العلمية لتحقيق المزيد من الكشوف العلمية الرائدة.. أو التصدر للعمل في مواقع المسؤولية المختلفة في أجهزة مهمة يعمل بها آلاف الرجال.. ولايجدون غضاضة في ان تقود مسيرتهم امرأة كما هي حال التفكير (البدائي المتخلف) وان تحل محلها ثقافة جديدة تركز على ان المرأة والرجل مواطنان وأن عليهما مسؤوليات مشتركة.. وانهما يتشاطران في تحمل هذه المسؤولية ويقومان بنفس الأدوار.. وان مفهوم القوامة للرجل على المرأة لايعني الاستبعاد .. ولا يعني الاسترقاق .. ولا يعني التمايز.. ولا يعني الدونية أو الاستضعاف.. كما انها لا تعطي الرجل حقوقاً ليست للمرأة.. ** إن إشاعة مثل هذه المفاهيم.. يتوقف على صدور نظام مانع.. وجامع.. وشامل.. يجسد هذه الحقائق.. ويغير من مفاهيم المجتمع المغلوطة.. حول قضايا (القوامة) و(الولاية) و( الاختلاط) وعلاقتها (بالذكورة) و(الانوثة) .. وإتباعها بسلسلة خطوات وإجراءات تترجم هذا التوجه وتحوله إلى فعل.. من شأنه ان يزيل الكثير من اللبس.. والخلط.. وان يصحح مسيرتنا التي تتجه بحمد الله إلى الطريق الصحيح وإن كانت بخطوات متأنية.. رغم الايقاع الزمني المتسارع. *** ضمير مستتر: **(لاتوجد أمة.. لايوجد للمرأة دور في صنع مستقبلها الأمثل).