في تصريح خاص بصحيفة «الرياض» حول دعوة خادم الحرمين الشريفين للقيادات العراقية للاجتماع في الرياض بعد الحج بين المفكر والسياسي والدبلوماسي الاردني الدكتور خالد عبيدات بأن مبادرة خادم الحرمين جاءت بعد ان فشلت جهود القادة العراقيين للاتفاق على تنفيذ الاستحقاقات الدستورية من انتخاب رئيس للدولة ورئيس لمجلس النواب ورئيس للوزراء، ووصلت الحالة السياسية في العراق ليس فقط الى درجة الاحتقان، بل والى درجة الاختناق، فالعراق على هذا الحال يسير للهاوية وبفضل اختلافات قادته وليس فقط بدافع من أعداء العراق. لقد جاب قادة الكتل العراقية جميع دول الجوار يشرحون حالهم ويتحاورون مع هذه الدول من اجل الخروج من مأزقهم، ولكن دون جدوى، وحرصا من الملك عبدالله بن عبدالعزيز على انقاذ العراق المندفع للهاوية وكما أسلفت وشعورا منه بوجوب التحرك الايجابي وقبل فوات الاوان، جاءت دعوته الرائدة لقادة العراق كي يجتمعوا في الرياض ويتحاوروا من اجل الاتفاق على البديهيات السياسية لانتخاب رئيس للدولة ورئيس مجلس النواب ورئيس للوزراء، كما ان دعوة خادم الحرمين الشريفين شملت ايضا وجود لجامعة الدول العربية بالاضافة للأيادي الخيرة لكل من يريد الخير للعراق، والملك عبدالله بن عبدالعزيز معروفة مواقفه ومساعيه الدؤوبة. فخرو: الاستجابة لنداء الملك يفوّت الفرصة على القوى التي لا تريد الاستقرار للعراق من جهته قال المفكر والسياسي البحريني علي فخرو أن دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادات العراقية للاجتماع في الرياض بعد الحج جاءت في الوقت المناسب خاصة وان العراق يعيش أوضاعا سيئة للغاية سادها الظلام الدامس، فضلا عن أن هذه الدعوة الكريمة قدمت لجميع القيادات الذين يشكلون المكونات العراقية وعلى اختلاف مشاربها، ولعل هذه الدعوة تدفع بإذن الله في الوصول لمرحلة من التفاهم والوفاق خاصة ان هناك انتخابات جرت ومنذ ثمانية أشهر وتم تعطيلها، وأضاف فخرو: "كذلك أرى ان هذه الدعوة الكريمة سوف تفوت الفرصة على البعض من القوى الاقليمية والتي لا تريد للعراق الاستقرار والسلام. أما المرجع الاسلامي لشيعة العرب السيد محمد علي الحسيني فأكد أن النداء الأخير الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الى قادة العراق يتميز بأنه نابع من شغاف القلب والوجدان، وذلك من أجل التعجيل بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. كما أنه إضافة نوعية جديدة للتوجه العروبي الأخوي الصادق بإتجاه الاشقاء العرب، وهو يعد بمثابة باب أمل وفرج كبير للشعب العراقي الذي يعاني من جراء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد من جراء التأخر والعرقلة في عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعيد الانتخابات الأخيرة. من جهته قال المفكر والمحلل السياسي التركي البروفيسور خليل اوزجان أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله هي خطوة تعتبر ذات أهمية كبيرة من أجل إنهاء الخلافات والتوترات وحقن الدماء في العراق الشقيق ونأمل أن تنجح جهود المملكة في تحقيق هذا اللقاء والمشاركة به بكل فعالية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي كل الإشكالات القائمة حاليا والبدء بمرحلة النمو والاستقرار في العراق الشقيق. وهذه خطوة يجب على جميع الدول الإسلامية خاصة والعالم عامة الوقوف وراءها ودعمها والعمل على تعزيزها، فهذه البادرة من خادم الحرمين الشريفين ليست غريبة ولا هي الأولى.