أبرزت صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها الدور الذي لعبته الأجهزة الأمنية في المملكة لكشف خيوط المؤامرة الأخيرة التي استهدفت اهدافاً مدنية في الولاياتالمتحدة حيث قالت «مع تكشف وقائع جديدة حول المؤامرة الإرهابية الأخيرة لارسال متفجرات من اليمن الى الولاياتالمتحدة عن طريق البريد، برزت حقيقة ساطعة: من المرجح ان المؤامرة لم تكن لتكتشف لولا المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها أجهزة المخابرات السعودية». واشارت الصحيفة إلى تصريحات المسئولين في المخابرات الغربية التي اوضحوا فيها أن خبرة السعوديين الخاصة في التعامل والتصدي للمتشددين ساعدتهم على تطوير أدوات مراقبة قوية وشبكة متمرسة من المخبرين اكتسبت أهمية متزايدة في المعركة العالمية ضد الإرهاب. واضافت الصحيفة «هذا الشهر، حذرت المخابرات السعودية من هجوم ارهابي محتمل في فرنسا من قبل فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقدمت أجهزة المخابرات السعودية تقارير استخباراتية مماثلة عن تهديدات وشيكة لاثنين من الدول الأوروبية على الأقل في السنوات القليلة الماضية ولعبت دورا هاما في تحديد هوية الارهابيين في باكستان والصومال والعراق والكويت، وفقا لمسؤولين في الاستخبارات السعودية والغربية». وقال توماس هيغهامر وهو باحث في مؤسسة ابحاث الدفاع في النرويج «هذا الدور الأخير يأتي ضمن سلسلة مساهمات للمخابرات السعودية وهو بلا شك دور هام ومفيد في محاربة الإرهاب». وقد كثف السعوديون نشاطاتهم في جمع المعلومات الاستخبارية بصفة عامة منذ العام الماضي عندما حاول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية اغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، الذي يترأس جهود المملكة لمكافحة الإرهاب. والمحت الصحيفة إلى تمكن المخابرات السعودية من اختراق صفوف القاعدة في شبه الجزيرة العربية وابرزت الدور السعودي في حرب الاستخبارات ونجاحه في كسب المعركة مع الإرهابيين. ونوهت الصحيفة ببرنامج المملكة في محاربة الارهاب وقالت بانه يختلف عن نظيراتها الغربية بصورة ملفتة للنظر حيث انه يتكون من شقين: الأول يتصدى للارهابيين بكل حزم بينما يمتاز بليونة في الجانب تهدف إلى إعادة تثقيف المتشددين وإعادتهم إلى المجتمع السعودي. وقالت الصحيفة ان الحكومة السعودية تدير برنامجا لإعادة تأهيل الإرهابيين، بالإضافة لبذل الكثير من الجهد لايجاد وظائف وزوجات للمدانين السابقين. ونقلت الصحيفة عن مسئولين سعوديين بان البرنامج نجح في إعادة تأهيل 349 متشدداً. وقالت الصحيفة إن خبرة السعوديين المتزايدة في مكافحة الإرهاب ثمرة تجربة مؤلمة. فبين عامي 2003 و2005، شن المتشددون حملة وحشية من التفجيرات في المملكة خلفت العشرات من القتلى السعوديين والاجانب واجبرت الأمة على الاستيقاظ لواقع مر لطالما رفضت الاعتراف به لفترة طويلة وهو «التشدد والتطرف» ووجود أشخاص على استعداد لقتل اخوانهم المسلمين في سبيل قضيتهم.