كثفت لورا بوش زوجة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حضورها الإعلامي في الفترة الماضية بهدف الترويج لمذكراتها الشخصية التي أصدرتها مؤخرا بعنوان « حديث من القلب». آخر البرامج التي ظهرت فيها لورا كانت مع المذيعة الشهيرة أوبرا تطرقت إلى تفاصيل حياتها التي تحولت من كونها عاصفة في وقت الرئاسة إلى واقع هادئ جدا بعدها. أبرز ما جاء في هذا الكتاب , وهو ما تناولته العديد من وسائل الإعلام , و هو حديث لورا بوش لأول مرة وبشكل مؤلم عن تفاصيل تسببها بمقتل أحد الشبان في حادثة سيارة عندما كانت في المرحلة الثانوية. هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها للإعلام والناس عن هذه القصة المأساوية التي رافقتها طيلة العمر. تقول لورا إنها بعد الحادث بدأت تصلي لكي يبقيه الله على قيد الحياة , ولكن الشاب لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى. لورا بوش الطفلة الناجية من ثلاثة أطفال ماتوا قبلها كانت معلمة مدرسة ابتدائية قبل أن تلتقي جورج بوش وهي بعمر الثلاثين ليتزوجا بعد ذلك ولتصبح عضوا في واحدة من أكثر العوائل السياسية شهرة ونفوذا داخل أمريكا. وقد تحولت حياتها بشكل أكبر منذ أصبح زوجها حاكما لولاية تكساس وبعد ذلك رئيسا لأمريكا في واحدة من أكثر الانتخابات إثارة للجدل . ومن أهم القصص التي تتناولها لورا بوش هي موقفها الصارم الذي دفع زوجها لترك الشرب نهائيا. في فيلم المخرج أوليفرستون عن جورج دبليو بوش يظهر مشهداً تصويرياً لهذه الحادثة عندما قالت لورا لزوجها أن يختار بينها وبين الكحول فقرر أن يقاطع عادة الشرب نهائيا. وتتناول أيضا في كتابها الأحداث التاريخية التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر حيث تم تحصينهم داخل ملجأ في البيت الأبيض و كما تحدث عن الانتقادات الساخطة التي واجهتها إدارة زوجها. المذيعة أوبرا طرحت عليها ذات السؤال وهو عن طريقة تعاملها مع الهجوم ولكن ابنتها لم تترك لها الفرصة للجواب لتقول بدلا عنها :» أحسن حل هو أن لا نتابعها»!! وتحدثت لورا بوش عن الأدوار التي قامت بها كسيدة أولى من نشاطاته في الحرب على العنف إلى مكافحة الأمراض في أفريقيا . كما تطرقت إلى زيارتها المتعددة للقوات الأمريكية في مناطق مختلفة حول العالم. على مستوى سياسي لم تتطرق لورا لقضايا مثيرة على عكس مذكرات زوجها التي ستشهد كما هو متوقع موجة كبيرة من التحليل والمتابعة والنقد لأنه كان هو صاحب القرارات ويتحمل النجاحات والإخفاقات. ولكن من جهة أخرى ربما لعبت السيدة الأولى سابقا دورا إيجابيا من خلال ابتعادها عن الأضواء حيث لم تكن سببا في إثارة غضب الإعلام تجاه زوجها ,وهو الخطأ الذي ترتكبه ميشيل أوباما الآن. فعلى الرغم من براعة ميشيل وسحر شخصيتها بشكل يفوق كثيرا لورا الأمر الذي يحرضها على لعب دور أساسي في إدارة زوجها إلا أن كل ذلك قد ينقلب ويتحول إلى وسيلة للإضرار بصورة زوجها. هذا ما بدا واضحا مؤخرا عندما هاجمت الصحافة رحلتها التي وصفت بالباذخة إلى أسبانيا.