بقدر سعي بعض الفنانين العرب إلى تقديم أعمال تلفزيونية أو مسرحية أو غنائية ذات قيمة، إلا أنهم "يتفننون" عادة في المسلسلات والمسرحيات التي يكتبون سيناريوهاتها ويقومون ببطولتها بأنفسهم، بعيداً عن الشاشة أو المسرح. والحديث هنا، عن مسلسلات ومسرحيات "الإشاعات" التي نسمعها بين حين وآخر عن هؤلاء الفنانين، والتي عادة ما تكون نابعة منهم لمصالح متعددة. فنسمع مثلاً، أن الفنان "اللي ما حدش زيه" سيتقاضى أجراً بملايين الدولارات للقيام ببطولة مسلسل ما، أو أن الفنان "طويل العمر" يعكف على قراءة نص فيلم هوليودي تشاركه بطولته آنجلينا جولي، أو أن الفنانة "تئبرني" نجت من حادث أليم أثناء تصويرها كليب أغنيتها الجديدة، فيما اقتصرت الأضرار على سقوط رموشها الاصطناعية فقط. مصالح الفنانين أعلاه، تتمحور حول لفت أنظار المنتجين والقنوات لحصد أكبر مبلغ مالي ممكن، إضافة إلى تجديد حضورهم على الساحة الفنية، وتداول صورهم عبر وسائل الإعلام. ولنا في الأخيرة هذه قصص وعبر، فعندما يسارع بعض الإعلاميين لنقل مثل هذه الأخبار، إما باتفاق مع الفنان نفسه غالباً، أو باجتهاد شخصي أحياناً، نجد ذلك الفنان يُسارع بدوره لنفي الخبر وتكذيبه، بمجرد أن تطاله سياط النقد، ويبدأ بتعظيم الأيمان بأن ذلك الصحفي افترى عليه، ويأخذ بالتحسب على الصحافة والصحفيين ويطالبهم بأن "يتركوه في حاله" لينطبق المثل القائل: "ضربني وبكى، سبقني واشتكى". وهنا يُصبح الصحفي لا حول له ولا قوة، فمن ثقته المفرطة في فنانه المفضل، لم يفكر في توثيق دليل مادي على أن الفنان الشهير هو من طلب منه بث الخبر، ليردد مع نفسه بحسرة "على نفسها جنت براقش". في الأقسام الفنية داخل الوسائل الإعلامية العربية، لا يكاد يمر يوم دون أن "يزغرد" الإيميل أو الفاكس بمثل هذه النوعية من الأخبار التي يصيغها الفنان شفهياً ويترجمها المُعجب الذي يرتدي ثوب الإعلامي لخبر صحفي. جزء منها يمر إلى النشر بطرق ملتوية، وجزء آخر ينام في الأدراج حتى يصحو المصدر، وجزء تتلقفه سلة المهملات بعبارة "كداااااب" يا سعادة الفنان.