تنوعت الحملات الخيرية للحجاج بحسب مستوى الخدمات والموقع، حيث تراوحت أسعارها ما بين 600 إلى 2000 ريال للشخص الواحد. "أم أحمد" تقول بأنها قد حجت عن طريق إحدى هذه الحملات، فكانت من أفضل الحملات التي سمعت بها، حيث قدّمت كل الخدمات، ووفرت جميع ما يحتاجه الحاج ويعينه على أداء هذه الفريضة، مضيفةً أن مسؤولي الحملة حريصون على النساء والرجال بجميع فئاتهم، فقد خصصت خيمة على حدة لكل من الرجال والنساء، وكل خيمة مجهزة بكافة الوسائل الضرورية لإقامة الحجاج، من أثاث ومأكل ومشرب، مشيرةً إلى أن الحملة قامت بتوفير طبيب وداعية لكل من النساء والرجال، مع إقامة محاضرات ومسابقات، مبينةً أن الحملات الخيرية تساهم في مساعدة كثير من المسلمين من المواطنين والمقيمين على أداء فريضتهم. وتوافقها الرأي "ميرفت يوسف" - إحدى المقيمات في المملكة - والتي أدت فريضة الحج من خلال إحدى الحملات الخيرية، فتقول: أشكر القائمين على مثل هذه الحملات، وهذا ليس غريبا على هذا البلد المعطاء مهبط الرسالة، حيث لم أكن أتصور هذا القدر من الرعاية والخدمة والإحسان للحجيج، فقد كنا على أكف الراحة طوال أيام الحج، مضيفةً أن وسائل النقل كانت مريحة جداً، وتخللها برامج توعية وتعليم لمناسك الحج، ومسابقات للقرآن والسنة النبوية، وكان المتطوعون حريصين على خدمة الحجاج بسعادة وسرور طمعاً في الأجر. من جهتها أوضحت "منى الراجحي" - إحدى المتطوعات في الحملات الخيرية-، أنها تنتسب لإحدى الأسر التي توفر حملات خيرية للحجاج من أبناء الوطن والمقيمين، مضيفةً أن الراغب في الالتحاق بالحملة يتصل عبر منسق خاص قبل الحج بمدة طويلة، ويتقدم بأوراق رسمية ليتم تسجيله في الحملة، وعادةً ما يستوفى العدد مع نهاية شهر رمضان المبارك، مشيرةً إلى أن الحملة توفر السكن والخيام و"الباصات" والأضحية والمأكل والمشرب، بالإضافة إلى طبيبة للنساء وطبيب للرجال وداعية للرجال وأخرى للنساء، مع وجود برامج ثقافية تشمل حفظ القرآن، إلى جانب توفير الحملة وسائل نقل في أرض المناسك، وكل ما يحتاجه كبار السن. وتقول "منيرة عبد الرحمن": إن الحملات الخيرية ليست جميعها على مستوى واحد، ومن خلال تجربتي الشخصية مع إحدى الحملات الخيرية، وجدت أنها دون المستوى المأمول، بل وتركت ذكريات مؤلمة في صدري، ذاكرةً أن المواصلات لم تكن على المستوى المطلوب، فكل مجموعة تذهب لأداء المناسك ولا تعود إلا وقد بلغ بهم التعب والإرهاق من المشي والتباعد، كما أن الوجبات كانت مكررة يومياً، وأن الخيام غير مؤثثة جيداً للحجاج، مؤكدةً أنها عانت كثيراً عند عودتها من الجمرات، فلم تجد مواصلات للعودة للحملة، الأمر الذي دعا ابنها لإركابها في "عربة خضار" لإعادتها إلى منى. وتوضح "فاطمة صالح" أن الحملة التي اختارتها كانت سيئة جداً، بدءاً بموقع الخيام البعيد عن المناسك، كما أن الخيام مكتظة بالحجيج، البعض وجد فراشاً والبعض الآخر لا يجد ما ينام عليه، بل إن البعض نام في فناء إحدى المدارس، مضيفةً أنه بعد رمي الجمرات لم تجد الحملة، وأخذت طوال الوقت تبحث عن المتطوعين فيها، مطالبةً بضرورة الإشراف على الحملات وتفقدها، خاصةً ما تسمى بالحملات الخيرية غير التابعة لجهة حكومية أو قطاع معروف، حتى لا يتم التلاعب بالحجيج محدودي الدخل واستغلال حاجاتهم.