تستفزني أحياناً بعض الأخبار الصحافية، أو البرامج الفنية، وحتى في أحيان أخرى شارات بعض المسلسلات التلفزيونية، والتي تزين اسم ممثل ما، بكلمة الفنان، أو الفنان الكبير، أو الفنان القدير، ونتحدث هنا، عمن يسمّون ب"الفنانين السعوديين" العاملين في مجال التمثيل تحديداً. ربما يبرر استخدام كلمة الفنان في بعض الكتابات، تحت بند "وسع صدرك" أو "جرت العادة على ذلك"، وإن كنت أجد في استخدامها إجحافاً كبيراً في حقها، خصوصاً عندما ترد أمام اسم بعض الممثلين السعوديين، على اعتبار أن غالبية من أعرفهم وتعرفونهم على الشاشة، ممثلين فقط، إن كانت موهبة التمثيل موجودة لديهم في الأصل. كونك ممثلاً سعودياً لا يعني بالضرورة أن تكون فناناً سعودياً، فدرجة الوعي والتفكير وإنتاج الجمال بقيمته الحقيقية لا المالية، والتحريض المستمر للذات على الإبداع، وقبل ذلك كله، توظيف الشهرة في الجوانب الإنسانية الاجتماعية، لا استغلالها للمصالح الشخصية كما يفعل بعضهم، هي سمات أساسية في شخصية من يمكن أن نقول عنه فناناً، سواء كان ممثلاً أو غيره. صحيح أن الفنون بأنواعها ما زالت تقبع في المراتب الدنيا لدينا، وصحيح أيضاً أن ممثلينا كما يقول المثل الشعبي: "قال صفوا صفين.. قال حنا اثنين"، إلا أن بعض هؤلاء الممثلين يعيشون "كذبة الفنان" التي كذبوها على أنفسهم وصدقوها قبل غيرهم، لتجد أحدهم يتبجح بالقول: أنا فنان مسرح، أو أنا فنان أحمل رسالة، أو أمي ولدتني فناناً "خف علينا يا آل باتشينو!". أيها الجمهور العزيز، كفاك "نفخاً" في المذكورين أعلاه، فإن قُدّر لك رؤية بعضهم بدون أقنعتهم المتلونة، لندمت على كل لحظة أضعتها إما في أخذ صورة معهم، أو بوضع اسمك بين قوائم معجبيهم، أو حتى في مشاهدتهم على التلفاز!.