تشرد أكثر من 71 أسرة في 9 قرى شرق مركز حلي من منازلهم إلى بيوت القش والحياة البدائية وذلك لوقوع قراهم في حوض تخزين سد وادي حلي الذي يهددهم بالخطر حيث اقترب منسوب المياه من تلك القرى ، وأصبح لامجال من ترك منازلهم والخروج من الموت غرقاً في بحر السد الكبير . الأرصاد تشير لهطول أمطار وحدوث فيضانات والشركة المنفذة للسد تخلي مسؤوليتها من أي كارثة ستحدث الرياض تجولت في القرى المتضررة الشاجن ، الخلفاء ، ابو السلم ، شعب العرج ، الصهوة ، والتقت المواطنين الهاربين في مقرهم الجديد ، فتحدث المواطن سليمان علي العمري والذي يعول أسرة من 13 فرداً: تركنا منازلنا بعد أن اقتربت مياه السد من المنزل وحتى الثعابين والعقارب أصبحت تهددنا ليلاً ، واضطررنا إلى ترك منازلنا بعد أن أوصت اللجان بالإخلاء ، فذهبنا للعراء شيدنا بيوتاً من القش على أضواء الفوانيس ليلاً وتحت حرارة الشمس نهاراً . أما المواطن محمد علي العمري الذي يعول 6 أفراد، ويقول: تركنا منزلنا كغيرنا تنفيذا لأمر الجهات المختصة وهروباً من خطر السد ولكن البديل كان قاسياً في بيوت القش التي لاتقي من المطر ولا من غبار العواصف . أما مفرح علي العمري فيقول : نناشد الجهات ذات العلاقة بالنظر في وضعنا المأساوي حيث لدينا أطفال وطلاب بالمدارس انصدموا بالوضع المعيشي الصعب الذي انتقلنا اليه من نور الكهرباء إلى الظلام الدامس ومن هواء التكييف إلى حرارة الصحراء وأصبحنا في عزلة تامة . المنازل التي أخليت ولم يبقى إلا الذكرى في حين طالب المواطن علي بن جابر العمري بتخصيص إسكان للمتضررين من سد وادي حلي يعيدهم للحياة من جديد بعد أن تركوا مسقط رأسهم ومنازلهم التي كلفتهم مبالغ باهظة في حين ليس لديهم دخل سوى تربية الماشية والأغنام فقط ولا يتلقون سوى الضمان الاجتماعي كدخل وحيد لجميع هؤلاء السكان . في حين أكد الشيخ إبراهيم بن مجثل العمري شيخ شمل قبيلة العمور بشرق حلي أن وضع السكان في القرى التي أخليت تماماً وصفه بالصعب جداً فمن السكان المريض والمقعد وكبير السن الذي يحتاج إلى رعاية ، فكيف إذا نقل هذا المريض من منزل مهيأ إلى العراء فنناشد ولاة الأمر بالنظر في وضع هؤلاء السكان . مدني القنفذة : انتهى دورنا.. والبلدية : رفعنا بطلب أراضٍ للمتضررين .. والبسطاء : من يشيدها لنا ! الدفاع المدني .. الإخلاء أولاً في حين أوصت إدارة الدفاع المدني في القنفذة والشركة المنفذة لمشروع سد وادي حلي بإخلاء 109 منازل في 6 قرى شرق مركز حلي وذلك بحكم وقوعهم في حوض السد الذي بدأ التخزين وأغلقت جميع البلوكات مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في حوض التخزين . وقال العميد حسن القفيلي مدير الدفاع المدني بالمحافظة تلقت ادارة الدفاع المدني بلاغاً من الشركة المنفذة للمشروع لإخلاء مسؤوليتهم من أي خطر أو ضرر قد يحدث للممتلكات أو الأفراد نظراً لمؤشرات الأرصاد الجوية بهطول أمطار وحدوث فيضانات وإرتفاع منسوب الماء في السد الذي يتجاوز 50 متراً . الإمارة توجه بفتح محابس السد .. والمنازل أخليت بناء على توجيه صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل القاضي باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية القرى التي تقع في حوض سد وادي حلي وتوفير المساكن البديلة للمواطنين قبل إغلاق مشروع السد، كما وجه سموه بفتح محابس المياه بصفة عاجلة جداً لتفريغ أكبر كمية من مياه السد ومراقبة منسوب المياه بالسد بصفة يومية لإزالة الخطورة عن السكان، كما وجه سموه بتشكيل لجنة برئاسة محافظ القنفذة الأستاذ فضا البقمي وعضوية الدفاع المدني ومديرية المياه بالمحافظة وبلدية حلي ومندوب عن فرع وزارة المالية في المنطقة للعمل على إنفاذ توجيه سموه، وبناءً عليه فقد وقفت اللجنة وقد تم فتح بوابات التصريف بالكامل حسب توجيه سموه كما تم الوقوف على قرية الخلفاء وقرية أبو السلم للتأكد من إخلائها وستتواصل اجتماعات اللجنة لمتابعة منسوب المياه وتجهيز موقع لإيواء المتضررين. البلدية ترفع بموقع للإسكان ....والأهالي من يشيد لنا المنازل ؟ في حين رفعت بلدية حلي بموقع للمتضررين في مكان آمن وتم الرفع به لأمانة محافظة جدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تخصيص أراض للمواطنين . في حين أبدى الأهالي البسطاء بأن وضعهم لن يعود للسابق إلا بعد سنوات عديدة وذلك لعدم قدرتهم على بناء منازل ستكلفهم مبالغ كبيرة ، وأن وضعهم المادي لايسمح ببناء سكن ميسر . سليمان العمري يقف أمام بيته المصنوع من القش ادوات الطبخ في العراء