يُقلِّب الشاعر محمد بن دخيل القثامي في هذه القصيدة الصادقة أوراق حياته التي يُغذيها بعض الأمل والطموح، فيجدها محكومة بالتناقضات والجشع والمصالح، ويُصور ببراعة كثيراً من الناس وقد تحول الواحد منهم إلى ما يُشبه (النافورة)، والتي تكون منفعتها في أغلب الأحيان شكلية ومقصورة على حاسة البصر، ولكنها لا تسقي الظمآن ولا تروي عطشه من مائها الذي يدور ويدور دون جدوى: جمّعت بعد الشتات أوراق منثوره واحييت في داخلي ما يشبه الثوره ودّي أحقق لنفسي شي تطمح له واعمّر ديارٍ قبل ماهيب معموره وازرع بساتين شعري بارضي الخصبه وأجني ثمر ما زرعته واقطف زهوره واسابق الوقت قبل الوقت يسبقني وأنافس أسماء معروفه ومشهوره وآقول أنا اللي تحدى حظه المايل وخلاّه يمشي ولو رجليه مكسوره وودّي وودّي لكن من دون رغباتي أحس بالضيق والأنفاس مقهوره من واقعٍ كل ما قلّبت صفحاته ألقى خبر غربتي في داخل سطوره غربة زمن كيف لإحساسي يواطنها وجذورها من حدود الأرض مبتوره وفيها تناقض غريب وشرّها زايد والحق فيها طفى عقب الضيا نوره والشجرة اللي يظلّل ظلها ماتت والغصن يشكي بحرقه هجرة طيوره واللقمة اللي تسد الجوع والحاجه صارت على البعض عقب الكل محصوره والناس تربط علاقتها مصالحها والطيّبه عند باب النذل منحوره وامسيت محتار في ودّي ولا ودّي وأنا أصدق إنسان عاش بصادق شعوره ولا ودّي أفرض على العالم قناعاتي لو كان بعض العرب فالأصل والصوره نافورةٍ لو يغرّك زين منظرها فالأصل تبقى بعين الناس نافوره تعطي ولكن عطاها ما يفارقها يرجع عليها وله في جوفها دوره واليا وقف في طرفها واحدٍ ظامي والله ليبطي ظما ما بلّ حنجوره لكن على الله ورب الخلق يفرجها وأجني ثمر ما زرعته واقطف زهوره