تعددت القنوات الرياضية التي تميزت بمتابعة الكرة السعودية ودوري (زين) ومن هذه القنوات (الجزيرة) التي استقطبت نخبة من أصحاب الرأي الرياضي النابع من ممارسة ميدانية جعلت منهم أصحاب رأي فني مقنع للمشاهد التواق إلى الاستفادة الإدارية والفنية. وقد تميزت بل وانفردت قناة الجزيرة الرياضية القطرية بهذه الخصوصية وبذلك الإعلامي الرياضي السعودي الأستاذ عبدالعزيز البكر الذي يعد من الوجوه الجديدة التي نفخر بها حقيقة دون أدنى مجاملة. في تلك الليلة التي جمعت ديربي القصيم التعاون والرائد والتي قادها تحكيمياً الحكم الدولي خليل جلال بكل حكمة واقتدار بخبرته العالمية، وقد كان من ضمن المحللين اللاعب الدولي الخلوق محيسن الجمعان والذي اعترض على إعادة ركلة الجزاء التي احتسبت على الرائد وتم انذار آخذ الركلة تمشياً مع النص الجديد المقترح الآتي: التمويه أثناء التقدم لتنفيذ ركلة الجزاء لأجل ارباك المنافس مسموح به كجزء من كرة القدم، وإن كان التمويه في ركل الكرة بعد انتهاء اللاعب من الجري يعتبر مخالفة للقانون. ويعتبر التصرف سلوكاً غير رياضي، انتهى . وفي هذه الحالة إذا دخلت للمرمى فيجب إعادتها مع إنذار اللاعب. أما إذا ضاعت تلك الركلة فينتهي الأمر لأن المخطئ لم يستفد من خطئه. أقول كنت أتمنى من الكابتن محيسن أن يكون على إطلاع على كل التعديلات القانونية أو أن يترك ذلك للمختص مع إعجابي بأسلوبه في التحليل المنتظر والواقعي الذي يطرحه في سياق حديثه الجذاب بخبرته الواسعة الميدانية والنظرية. لقد أصبح المتابع يبحث عن آراء المحللين الذين مارسوا كرة القدم وبذلك المستوى الرفيع وبتلك الأخلاق الراقية التي سطرها في سنوات عطائه الزاخرة بكل الانجازات وهذا ما يتوفر لدى محيسن الجمعان. إنه على النقيض لدى بعض المحللين (الأكاديميين) إن صحت التسمية والذين لا يعرفون وزن الكرة من محيطها ولم يسبق لهم ارتداء الملابس الرياضية وهم الذين تغص بهم الصحف الرياضية وقنوات البث الرياضي وقد أصبحوا عبئاً ثقيلاً على مرأى ومسمع المشاهد. أتمنى أن يكون من مجموعة المحللين من هو ملم بمفهوم القانون لكي يكون الرأي معتبراً بعيداً عن الرأي الاجتهادي أو أن يترك ذلك لبرنامج تحليل أخطاء الحكام كما هو متبع في كثير من القنوات الرياضية. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم